للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

سورة ص [٣٨: ٣٤]

{وَلَقَدْ فَتَنَّا سُلَيْمَانَ وَأَلْقَيْنَا عَلَى كُرْسِيِّهِ جَسَدًا ثُمَّ أَنَابَ}:

{وَلَقَدْ}: اللام للتوكيد، قد للتحقيق.

{فَتَنَّا سُلَيْمَانَ}: الفتنة: الاختبار والفتنة: ارجع إلى سورة العنكبوت الآية (٢) الفتنة أشد من الاختبار وأصلها عرض الذّهب على النّار؛ ليتبين درجة جودته من فساده وتكون في الخير والشّر، فتنة سليمان قيل: هي أنه لم يرزقه الله أيّ ولد. رغم الملك الواسع وتسخير الرّيح والجن والقصور والمحاريب.

{وَأَلْقَيْنَا عَلَى كُرْسِيِّهِ جَسَدًا}: الجسد: بدن مع روح بدون نفس؛ فرغم كلّ المحاولات لإنجاب الأطفال لم يستطع، وأخيراً ولدت له إحدى نسائه بوليد غير كامل البناء كأنّه مشلول غير قادر على الحركة، جاءت به المولدة ووضعته على كرسيه؛ أي: عرشه بعد الولادة، وهناك من قال: إن سليمان مرض مرضاً شديداً وضعف جسده بعد أن كان قوياً مسيطراً على الجن وغيرهم، وأراد الله أن يبتليه بالمرض؛ أي: السّقم.

{ثُمَّ أَنَابَ}: ارجع إلى الآية (١٧) من نفس السورة. اعتبر سليمان -عليه السلام- عدم رزقه بولد كامل البنية ابتلاء أو عقوبة على ذنب ارتكبه أو بغير ذنب، أو اعتبر مرضه المضني الّذي أفقده قوته وعافيته ابتلاء أو عقوبة، ثمّ أناب: أي أسرع بالتّوبة والرّجوع إلى الله والاستغفار، ثم: تفيد التّرتيب الذّكري، وقيل: ثمّ أناب؛ رجع إلى حالته الأولى صحيحاً معافى، ثم: قد تفيد التّرتيب والتّراخي في هذه الحالة.