{قُلْ}: لهم يا محمد -صلى الله عليه وسلم-؛ رداً على دعواهم لك على عبادة آلهتهم، وترك أمر الدِّين، والرجوع عنه.
{قُلْ أَغَيْرَ}: الهمزة: استفهام إنكاري، وغير: تفيد المغايرة بالذات في هذه الآية.
{أَبْغِى رَبًّا}: ألتمس، أو أطلب ربّاً خالقاً، ومربِّياً، ورازقاً؛ أيْ: لا أبغي ربّاً إلا الله وحدَه؛ فهو يكفي:{وَكَفَى بِاللَّهِ وَكِيلًا}[النساء: ١٣٢].
{وَلَا تَكْسِبُ كُلُّ نَفْسٍ إِلَّا عَلَيْهَا}: قال: {عَلَيْهَا}: وليس: لها؛ لقوله في آية أخرى:{لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ}: لها ما كسبت من الحسنات، وعليها ما اكتسبته من السيئات. ارجع إلى الآية (٢٨٦) من سورة البقرة؛ للبيان.
{وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى}: ولا تتحمل نفس وازرة؛ أيْ: إثم أو ذنب نفس أخرى، فكل إنسان مجزيٌّ بعمله، سواء أكان صالحاً، أم سيئاً؛ كقوله تعالى:{كُلُّ امْرِئٍ بِمَا كَسَبَ رَهِينٌ}[الطور: ٢١].
{ثُمَّ إِلَى رَبِّكُمْ مَّرْجِعُكُمْ}: ثم: للترتيب، والتراخي، ثم يوم القيامة إلى ربكم مرجعكم للحساب، والجزاء.
تقديم الجار والمجرور {إِلَى رَبِّكُمْ}: يدل على الحصر؛ أيْ: فقط إليه -جل وعلا- مرجعكم، لا إلى غيره -عز وجل- .