{تُكَذِّبُوا فَقَدْ كَذَّبَ أُمَمٌ مِنْ قَبْلِكُمْ}: إن تكذبوا بما أعظكم، فلا يضرني تكذيبكم؛ لأنّه قد كذّب أمم من قبلكم، (فقد) الفاء رابطة لجواب الشّرط تفيد التّوكيد، (قد) للتحقيق.
{وَمَا عَلَى الرَّسُولِ}: ما النّافية. على الرسول: أو الرسل.
{إِلَّا}: أداة حصر.
{الْبَلَاغُ الْمُبِينُ}: البلاغ: هو إعلامكم بما أنزل إليكم ربكم. والمبين: يعني الواضح البيّن والكامل التام.
انتبه إلى قوله:{فَقَدْ كُذِّبَ} ولم يقل فقد كذبت، كذب تدل على القلة، وكذبت تدل على الكثرة، فلماذا استعمل كذب الّتي تدل على القلة؟ الجواب: لأن الأمم الّتي سبقت قوم إبراهيم قلة مثل قوم نوح وعاد وثمود.
القاعدة: جمع التّذكير يدل على القلة وجمع التّأنيث يدل على الكثرة كقوله تعالى: {كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ وَأَصْحَابُ الرَّسِّ وَثَمُودُ وَعَادٌ وَفِرْعَوْنُ وَإِخْوَانُ لُوطٍ وَأَصْحَابُ الْأَيْكَةِ وَقَوْمُ تُبَّعٍ كُلٌّ كَذَّبَ الرُّسُلَ فَحَقَّ وَعِيدِ}[ق: ١٢-١٤].