{وَرَبُّكَ أَعْلَمُ}: على وزن أفعل التفضيل؛ تدل على المبالغة في العلم، والله كذلك عليم، والله عالم الغيب، والشهادة، وأجاز لمن دونه أن يتصف بالعلم؛ فوصفه بالعالم؛ أي: العالم كذا، والله علام الغيوب؛ فهو سبحانه عليم، وعالم، وعلام؛ يملك كل درجات العلم سبحانه.
{فَضَّلْنَا بَعْضَ النَّبِيِّنَ عَلَى بَعْضٍ}: فضلنا: بالقرب من الله، وبالدرجة في الجنات، والله سبحانه له الأمر، والتفضيل؛ لأنّه سبحانه يعلم بواطن الأمور (خبير)، وظواهرها. ارجع إلى سورة البقرة آية (٢٥٣) لمزيد من البيان في الفضل والكيفية.
{النَّبِيِّنَ}: تشمل الرّسل، والأنبياء؛ فكل رسول نبي، وليس كل نبي رسولاً.
وذكر تفضيل الرّسل في آية أخرى:{تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ مِّنْهُم مَنْ كَلَّمَ اللَّهُ وَرَفَعَ بَعْضَهُمْ دَرَجَاتٍ}[البقرة: ٢٥٣].
{وَآتَيْنَا دَاوُودَ زَبُورًا}: الزبور: الكتاب الّذي أنزل على داود، وهو كتاب دعاء، وتحميد، وتمجيد ليس فيه من الفرائض، والحدود، أو الحلال، والحرام.
والزبور: تطلق على كل كتاب أنزله الله سبحانه. ارجع إلى سورة النّساء، آية (١٦٣)؛ لمزيد من البيان في معنى: زبوراً، ولماذا خص داود بالذكر عقب تفضيل بعض الأنبياء على بعض، ولم يذكر نبياً من أولي العزم؟ الله أعلم، وقد يكون السبب لأنه كان ملكاً رسولاً بعد أن كان راعياً للغنم.