الخطاب في هذه الآية إلى صحابة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- خاصة الذين عصوا أمره يوم أُحد، ولم يثبتوا في مواقعهم على جبل أحد، والمؤمنين بشكل عام في كل زمان ومكان.
{أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا}: ارجع إلى الآية (٢١٤) من سورة البقرة؛ للبيان.
{وَلَمَّا يَعْلَمِ اللَّهُ}: لما: للنفي المستمر إلى زمن الحال، أو التكلم، وهي بمعنى: لم، وفيها معنى التوقُّع.
{الَّذِينَ جَاهَدُوا مِنكُمْ}: أي: الذين جاهدوا منكم حقيقة، وقتلوا في سبيل الله، والذين لم يجاهدوا وتركوا مواقعهم على جبل أحد طمعاً في الغنيمة فهؤلاء نفى عنهم الجهاد يوم أحد، مع توقُّع الجهاد منكم في المستقبل؛ أي: لم تجاهدوا حقيقة يوم أحد.
{وَيَعْلَمَ الصَّابِرِينَ}: بل حسبتم أن تدخلوا الجنة يوم أُحد، وتنالوا الرضا والقرب من الله، وأنتم لم تجاهدوا في سبيل الله جهاد المخلصين، بل عصيتم رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وما ظهر، أو بدا منكم خيراً يوم أحد؛ حتى يعلمه الله، ولم تجاهدوا، ولم تصبروا، كما كان مطلوباً منكم؛ لكي تستحقوا الجنة. ارجع إلى سورة البقرة آية (٢١٤) لمقارنة الآيات المتشابه في سورة البقرة وسورة التوبة آية (١٦).