{وَمَا كُنتُمْ}: ما: النافية، كنتم في الدنيا حين كنتم ترتكبون الفواحش.
{تَسْتَتِرُونَ}: خوفاً من {يَشْهَدَ عَلَيْكُمْ سَمْعُكُمْ وَلَا أَبْصَارُكُمْ وَلَا جُلُودُكُمْ}: أيْ: لمَ تخافون الآن من جلودكم وسمعكم وأبصاركم أن تشهد عليكم، وحينما كنتم في الدنيا لم تخافوا من ارتكاب الفواحش والآثام، وكنتم تجاهرون بها وما كنتم تستترون آنذاك أن يشهد عليكم سمعكم ولا أبصاركم ولا جلودكم أو لأنكم غير قادرين على الاستخفاء، أو لأنكم كنتم لا تؤمنون بالبعث والحساب ولا تظنون أنكم إلينا راجعون.
وتكرار (لا) ثلاث مرات تفيد توكيد نفي التستر. فالأبصار تشهد بما رأت والآذان تشهد بما سمعت والجلود بما لامست.
{وَلَكِنْ}: حرف استدراك.
{ظَنَنتُمْ أَنَّ اللَّهَ لَا يَعْلَمُ كَثِيرًا مِمَّا تَعْمَلُونَ}: ظننتم الظن الراجح الذي فيه درجة الإثبات أعلى من درجة النفي.
أن الله: للتوكيد، لا: النافية.
لا يعلم كثيراً مما (من الذي) تعلمون: أيْ: في الخفاء أو كثيراً مما تعلمون في الدنيا وتعملون تضم الأقوال والأفعال، ولم يقل: عملتم. تعملون: تدل على حكاية الحال، أيْ: قبح أعمالهم أو تكرار وتجدُّد ما عملوا.