{يَصُدَّنَّكَ عَنْهَا مَنْ لَا يُؤْمِنُ بِهَا}: الصّد: هو المنع عن قصد الشّيء، والنّون في "يصدنك" للتوكيد، لا يصدنك: لا يمنعنك عن الإنذار بها، وهاء الضمير تعود على السّاعة.
والتّحذير منها، والتّبليغ عنها، والاستعداد لها، من لا يؤمن بها: من: ابتدائية، لا: النّافية، لا يؤمن بها؛ أي: لا يصدق بها، ولا بالبعث والآخرة من هؤلاء الكفرة، وإن كثر هؤلاء فلا يثبطنّك تكذيبهم بها، ولا يهمنّك إعراضهم.
{وَاتَّبَعَ هَوَاهُ}: في عدم الإيمان والتّصديق بها الناجم عن اتباع الهوى بلا برهان، ولا دليل لهم، أو تقليد لآبائهم. ارجع إلى سورة الأنعام، آية (١١٩)؛ لبيان معنى الهوى.
{فَتَرْدَى}: أي: إن فعلت ذلك تهلك، تردى: من الرّدى: وهو الهلاك. والخطاب وإن كان موجهاً إلى موسى ـ وحاشا أن يفعل ذلك ـ فهو موجه إلى أمته، أو تعني: إذا صد عنها إنسان ما ولم يؤمن بالسّاعة والبعث والحساب، سيردى؛ أي: سيهلك، والفاء في كلمة "فتردى": فاء السّببية.