للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

سورة هود [١١: ٤٩]

{تِلْكَ مِنْ أَنْبَاءِ الْغَيْبِ نُوحِيهَا إِلَيْكَ مَا كُنْتَ تَعْلَمُهَا أَنْتَ وَلَا قَوْمُكَ مِنْ قَبْلِ هَذَا فَاصْبِرْ إِنَّ الْعَاقِبَةَ لِلْمُتَّقِينَ}:

{تِلْكَ مِنْ أَنْبَاءِ الْغَيْبِ}: تلك: اسم إشارة للبعد؛ إشارة إلى قصة نوح تلك من مجموعة القصص التي ذكرت في سورة هود، أو قصة السّفينة، وإذا قارنا هذه مع قوله تعالى في سورة يوسف آية (١٠٢): {ذَلِكَ مِنْ أَنْبَاءِ الْغَيْبِ نُوحِيهِ إِلَيْكَ}؛ لأنها قصة واحدة فقط.

{نُوحِيهَا إِلَيْكَ}: المخاطب هنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، والوحي هو: إعلام بخفاء؛ أيْ: نخبرها إياك، أو نقصها عليك. ارجع إلى سورة النساء، آية (١٦٣)؛ لمزيد من البيان.

{مَا كُنْتَ تَعْلَمُهَا أَنْتَ وَلَا قَوْمُكَ}: ما: النّافية أقوى نفياً من لم.

{أَنْتَ}: تفيد التّوكيد.

{وَلَا قَوْمُكَ}: إضافة لا تفيد زيادة التّوكيد بدلاً من قوله: ما كنت تعلمها أنت وقومك، وتكرار لا؛ أيْ: لفصل كلاهما؛ أيْ: ما كنت تعلمها أنت وحدك، ولا قومك أيضاً، ولا كلاكما، ما كنت تعلمها؛ لأنّك لم تكن معاصراً لها؛ لتعلمها، ولم يخبرك بها أحد من قبل هذا.

{مِنْ قَبْلِ هَذَا}: من: ابتدائية.

{قَبْلِ هَذَا}: أيْ: من قبل هذا القرآن، وهناك فرق بين: من قبلِ هذا، ومن قبلُ هذا.

من قبلِ: الزّمن غير محدَّد، وغير معروف كم.

من قبلُ: الزّمن محدَّد، ومعروف كم هو.

{فَاصْبِرْ}: الفاء: للتوكيد. اصبر: يا محمّد -صلى الله عليه وسلم-، كما صبر نوح الّذي استمر ألف سنة إلا خمسين عاماً في دعوته.

{إِنَّ الْعَاقِبَةَ لِلْمُتَّقِينَ}: إنّ: للتوكيد.

{الْعَاقِبَةَ}: الجنّة.

{لِلْمُتَّقِينَ}: اللام: لام الاختصاص، والاستحقاق. الّذين أطاعوا أوامر الله سبحانه، وتجنّبوا نواهيه.