سورة هود [١١: ١]
[سورة هود]
ترتيبها في القرآن (١١)، وترتيبها في النّزول (٥٢) نزلت بعد سورة يونس.
{الر كِتَابٌ أُحْكِمَتْ آيَاتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ مِنْ لَّدُنْ حَكِيمٍ خَبِيرٍ}:
{الر}: ارجع إلى الآية (١) من سورة البقرة؛ للبيان.
{كِتَابٌ أُحْكِمَتْ آيَاتُهُ}: كتاب: هو القرآن، كتاب: التنكير للتفخيم، والتعظيم.
{أُحْكِمَتْ آيَاتُهُ}: آياته محكمة، متقنة؛ أيْ: نظمت آياته بشكل محكم:
١ - محكمة لا تناقض فيها، ولا خلل، ولا لبس.
٢ - ومحكمة غير متشابهة؛ فلا تحتاج إلى تأويل.
٣ - ومحكمة موجزة غير مفصلة.
٤ - محكمة في النّظم، والبلاغة.
٥ - محكمة غير منسوخة.
{ثُمَّ فُصِّلَتْ}: ثمّ: هنا ليست للترتيب، والتّراخي في الزّمن، وإنما تعني: الحال؛ فمعنى كتاب أحكمت آياته، ثمّ؛ أيْ: في الحال (في نفس الوقت) فصلت آياته على أحسن التفصيل، أو تعني: التّرتيب في الذّكر؛ أي: التّرتيب التّسلسلي؛ أيْ: بالتّعاقب، أحكمت، ثمّ فصلت. فصلت آياته أدق التّفاصيل في اللفظ، والمعنى، أو فصلت؛ تعني: فسرت، ووضحت، أو فصلت بالحلال، والحرام، والثّواب، والعقاب، والوعد، والوعيد.
{مِنْ لَّدُنْ}: من الابتدائية.
{لَّدُنْ}: ظرف مكان، أو زمان؛ بمعنى عند، ولم يقل: من عند؛ لأنّ لدن أبلغ من كلمة عند، وأقرب، ولدن: مشتقة، أو مأخوذة من اللدانة، أو اللدونة؛ أي: الليونة، أو التّلدن معناها التّمكث، أو التّريث الدّال على الحكمة في صياغة الآيات.
{حَكِيمٍ}: تعني: الحاكم، الحاكم لخلقه، وكَوْنِهِ؛ أيْ: أعدل، وأقسط الحكام، والقضاة، أو الحاكم من الحكمة؛ فهو أحكم الحكماء في خلقه، وشرعه، وكونه، والحكمة: من معانيها إحسان القول، والعمل. ارجع إلى سورة البقرة، آية (١٢٩)؛ لمزيد بيان في معنى حكيم.
{خَبِيرٍ}: الّذي يعلم بواطن الأمور، والأسرار، وما تخفي الصدور.