للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

سورة النساء [٤: ٣٣]

{وَلِكُلٍّ جَعَلْنَا مَوَالِىَ مِمَّا تَرَكَ الْوَالِدَانِ وَالْأَقْرَبُونَ وَالَّذِينَ عَقَدَتْ أَيْمَانُكُمْ فَـئَاتُوهُمْ نَصِيبَهُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَى كُلِّ شَىْءٍ شَهِيدًا}:

{وَلِكُلٍّ}: ولكل إنسان متوفى ورثه (موالٍ)، وموالٍ: جمع مولى، وهم الورثة، أو يقصد بها التركة (الميراث)، ويكون التقدير: لكل تركة (ميراث) مما ترك الوالدان والأقربون، ومما ترك الوالدان والأقربون: هنا نحن أمام احتمالين:

الاحتمال الأول: الوالدان والأقربون: هم الورثة؛ الوالدان والأقارب هم الذين يرثون الإنسان المتوفى؛ أي: الوارثون.

الاحتمال الثاني: الوالدان، والأقربون هم المورثون، هم الذين ماتوا.

{وَالَّذِينَ عَقَدَتْ أَيْمَانُكُمْ فَـئَاتُوهُمْ نَصِيبَهُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَى كُلِّ شَىْءٍ شَهِيدًا}:

{عَقَدَتْ أَيْمَانُكُمْ}: أي: التوارث بالحلف، والمؤاخاة؛ حيث كان الرجل يحالف الرجل، فأيهما مات ورثه الآخر، أو كان المهاجر يرث الأنصاري دون قرابة بينهما بعد أن آخى بينهم رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، أو الرجل يورث تابعه الرجل، أو أبناء الذين يتبنونهم (التبني).

{فَـئَاتُوهُمْ نَصِيبَهُمْ}: من الوصية إذا كانوا من الذين لا حق لهم في الميراث.

{إِنَّ اللَّهَ}: إن: للتوكيد.

{كَانَ}: تشمل كل الأزمنة: الماضي، والحاضر، والمستقبل.

{عَلَى كُلِّ شَىْءٍ شَهِيدًا}: مطلقاً، رقيباً، لا يخفى عليه شيء، حفيظاً، فهو المطلع، والمحيط علمه بكل شيء من سرٍّ، ونجوى، وجهر، وما تخفي الصدور، وما تقوله الألسن، ويعلم كل عمل من قول، أو فعل، ويعلم ما يجري في كونه، وما يقوم به خلقه.

{شَهِيدًا}: صيغة مبالغة من شاهد على أعمالكم، ونواياكم في الميراث.

والشهيد يعلم كل الخفايا الباطنة، ويعلم ظواهر الأمور المختصة بما يشهد. ارجع إلى سورة البقرة، آية (١٣٣)؛ لمزيد من البيان في معنى الشهيد.