للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

سورة المائدة [٥: ٨٥]

{فَأَثَابَهُمُ اللَّهُ بِمَا قَالُوا جَنَّاتٍ تَجْرِى مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَذَلِكَ جَزَاءُ الْمُحْسِنِينَ}:

{فَأَثَابَهُمُ}: الفاء: للتأكيد، أثابهم: مشتقة من ثوب، وثياب؛ إذ كان الناس قديماً يأخذون أصواف أغنامهم؛ ليصنعوا منها ملابسهم، فبعد جزّها يعطونها الغازل؛ لكي تُغزل، فيصنع لهم ثياباً، فهم يرسلونه صوفاً، ثم يتسلمونه ثوباً.

{فَأَثَابَهُمُ}: معناها: أعطاهم جزاء طاعتهم، وجزاء ما قالوا.

{بِمَا قَالُوا}: الباء: سببية، ما: اسم موصول؛ بمعنى: الذي؛ أي: الذي قالوا؛ أيْ: بسبب الإيمان؛ لأن الإيمان قول وعمل.

{جَنَّاتٍ تَجْرِى مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ}: أيْ: تنبع من تحتها الأنهار.

{خَالِدِينَ فِيهَا}: الخلود، والاستمرار، والبقاء إلى الأزل من نقطة البدء، يبدأ لحظة دخولهم الجنة.

{وَذَلِكَ}: اسم إشارة للبعد، يشير إلى الثواب العظيم.

{جَزَاءُ الْمُحْسِنِينَ}: هؤلاء الذين آمنوا بالله وبالقرآن، أمثال: النجاشي، وأصحابه، وغيرهم، وقد وصلوا إلى درجة الإحسان، وأصبح الإحسان صفة ثابتة لهم، ولذلك سمّاهم {الْمُحْسِنِينَ}: أيْ: أحسنوا إحسان الكم، وإحسان الكيف. ارجع إلى سورة البقرة، آية (١١٢)؛ لمزيد من البيان.