للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

سورة المؤمنون [٢٣: ٧٨]

{وَهُوَ الَّذِى أَنْشَأَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْـئِدَةَ قَلِيلًا مَا تَشْكُرُونَ}:

المناسبة: بعد أن بيَّن الله سبحانه إعراض المشركين عن تدبُّر القرآن والأدلة على وحدانيته أعقب ببيان بعض النّعم الّتي تدل على قدرته سبحانه فقال:

{أَنْشَأَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْـئِدَةَ}: أنشأ: أوجد، وطور أدوات الحس هذه لكم: اللام لام الاختصاص لكم خاصة؛ لتتفكروا بها وتستدلوا على ربكم خالقكم وتستفيدوا منها في دنياكم، وتعينكم على تحقيق غاياتكم الدّنيوية والأخروية.

وقدَّم السّمع على الأبصار؛ لأنّ السّمع يفوق البصر في الأهمية، ولأن السّمع ينشأ أو يُخلق قبل البصر، ولأنّ مدى السّمع أقل من مدى البصر.

وتقديم السّمع على البصر يكون في سياق الدّنيا، أمّا في سياق الآخرة فهو يقدِّم البصر على السّمع، كما في آيتي الكهف آية (٢٦)، والسّجدة آية (١٢)، أمّا لماذا جمع البصر وإفراد السّمع فارجع إلى سورة البقرة آية (٧).

{قَلِيلًا مَا تَشْكُرُونَ}: أيْ: قليلٌ منكم من يشكرون على نعمة السمع والبصر وغيرها من النعم؛ (أيْ: عدد الشّاكرين منكم قليل) أو الشّكر على نعمه الكثيرة كميته قليلة جداً، أو لا تشكرونه إلا نادراً. ارجع إلى سورة الأعراف آية (١٠) لمزيد من البيان في معنى الشّكر.

{قَلِيلًا}: التّنكير يفيد التّقليل، (ما) لتأكيد قلة الشّكر.