للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

سورة الكهف [١٨: ٢٣]

{وَلَا تَقُولَنَّ لِشَاىْءٍ إِنِّى فَاعِلٌ ذَلِكَ غَدًا}:

سبب نزول هذه الآية كما روى ابن عباس: عندما سألت قريش رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عن الرّوح، وأصحاب الكهف، وذي القرنين؛ فقال -صلى الله عليه وسلم-: سأخبركم غداً، ونسي أن يقول: إن شاء الله؛ فتأخر الوحي بالنّزول لفترة قيل خمسة عشرة ليلة؛ فشعر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بالحرج من قريش، ثمّ نزل جبريل -عليه السلام- فأخبر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بالأجوبة الثّلاثة، كما جاء في هذه الآيات، وحين سأل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- جبريل -عليه السلام- لما تأخر عنه؟ جاء الرّد في الآية (٦٤) من سورة مريم: {وَمَا نَتَنَزَّلُ إِلَّا بِأَمْرِ رَبِّكَ لَهُ مَا بَيْنَ أَيْدِينَا وَمَا خَلْفَنَا وَمَا بَيْنَ ذَلِكَ وَمَا كَانَ رَبُّكَ نَسِيًّا}.

{وَلَا تَقُولَنَّ}: ولا: الواو: استئنافية؛ لا: النّاهية.

{تَقُولَنَّ}: النّون: فيها للتوكيد.

{لِشَاىْءٍ}: اللام: لام التّعليل؛ شيء: أي: شيء جاءت بصيغة النّكرة؛ لتشمل كلّ شيء، أو أمر، والشّيء: هو أقل القليل.

{إِنِّى}: إنّي: للتوكيد.

{فَاعِلٌ}: بالتّنوين، ولم يقل فاعلُ؛ لأنّ فاعلٌ: اسم فاعل يدل على الحال، أو الاستقبال، أمّا لو قال فاعلُ يدل على أنّ الفعل حدث في الماضي؛ أي: لا تقولن لشيء سأفعله غداً، أو في المستقبل إلا أن يشاء الله.

{ذَلِكَ غَدًا}: ذلك: اسم إشارة تشير إلى الشّيء.

{غَدًا}: المراد بالغد ما يستقبل من الزّمان، ولا يعني بالضّرورة الغد بعد (٢٤) ساعة، فالغد يطلق على المستقبل من الزّمان.