هذه الآية، والآية السّابقة هي- كما قلنا- جواب للذين قالوا لرسول الله -صلى الله عليه وسلم-: إنما أنت مفتر، وقالوا: إنما يعلِّمه بشر.
{إِنَّمَا}: إنما: كافة مكفوفة؛ تفيد التّوكيد.
{يَفْتَرِى الْكَذِبَ}: أيْ: لست أنت المفتر؛ إنما الّذين لا يؤمنون بآيات الله هم الّذين يفترون الكذب، وأولئك هم الكاذبون؛ الافتراء: هو الكذب المختلق المتعمَّد.
{الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ}: ارجع إلى الآية السّابقة.
{وَأُولَئِكَ هُمُ الْكَاذِبُونَ}: وتقديم المفعول على الفاعل للاهتمام، وأولئك: اسم إشارة، واللام: للبعد؛ يشير إلى شناعة كذبهم.
{هُمُ}: للتوكيد: الكاذبون: جمع كاذب، وصفة الكذب ثابتة عندهم لا ينفكُّوا عنها؛ لأنّ المؤمن الحق لا يَكْذب.
وتكرار الّذين لا يؤمنون بآيات الله مرتين يفيد التّوكيد مرة على قولهم إنما أنت مفترٍ، ومرة ثانية على قولهم: إنما يعلمه بشر، والخلاصة: الّذين لا يؤمنون بآيات الله أوّلاً: لا يهديهم، ثانياً: لهم عذاب أليم، ثالثاً: هم الكاذبون.