بعد أن تبدل الأرض غير الأرض والسّموات، أيْ: تكون سماءً جديدة وأرضاً جديدة، وبعد أن تكون شمس الدّنيا قد كورت، أي: انطفأ نورها وضوءُها، وليس هناك حاجة لشمس ولا لقمر.
وتشرق الأرض بنور ربها: دون أن ترى مصدر هذا الإشراق.
{وَوُضِعَ الْكِتَابُ}: الكتاب اسم جنس، والمراد به صحائف أعمال العباد: سجل الأعمال.
وكما قال تعالى:{وَنُخْرِجُ لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كِتَابًا يَلْقَاهُ مَنْشُورًا}[الإسراء: ١٣].
{وَجِااءَ بِالنَّبِيِّنَ وَالشُّهَدَاءِ}: بالنّبيين ليشهد كلّ نبي على أمته أنّه بلغ أمته.
والشّهداء: وهم أولو العلم والشّهداء من أمة محمّد (علماء هذه الأمة) يشهدون على الأنبياء والأمم الأخرى. ارجع إلى سورة البقرة آية (١٤٣) للبيان. وإلى سورة الحج آية (٧٨) للبيان.
والشّهداء قد تعني أيضاً: الّذين قتلوا في سبيل الله، والشّهداء من الملائكة والشّهداء من الجوارح والألسن والأيدي والجلود لإقامة الحُجَّة عليهم وقطع المعذرة، وقد تعني كلَّ ذلك.
{وَقُضِىَ بَيْنَهُم بِالْحَقِّ}: بين الخلائق بين العباد. والذي يقضي هو الله سبحانه وتعالى ويقضي بالحق الباء للإلصاق، والحق هو العدل. ارجع إلى سورة الأنعام آية (٦٢) لبيان معنى الحكم والقضاء والفصل.
والقِسط، أيْ: قضاء لا ظلم فيه يقضي الله سبحانه للمظلوم من الظّالم.
{وَهُمْ}: ضمير فصل يفيد التّوكيد.
{لَا يُظْلَمُونَ}: لا ينقصون من ثوابهم حسنة ولا يزاد في سيئاتهم سيئة، وكما جاء في آية أخرى:{وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ فَلَا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْـئًا وَإِنْ كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِّنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنَا بِهَا وَكَفَى بِنَا حَاسِبِينَ}[الأنبياء: ٤٧].