للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

سورة الملك [٦٧: ٢٠]

{أَمَّنْ هَذَا الَّذِى هُوَ جُندٌ لَّكُمْ يَنْصُرُكُمْ مِنْ دُونِ الرَّحْمَنِ إِنِ الْكَافِرُونَ إِلَّا فِى غُرُورٍ}:

بعد ذكر البراهين على قدرته تعالى يوبخ المشركين الذين يظنون أنّ هناك من ينصرهم من غير الله أو الرّحمن، فيقول:

{أَمَّنْ}: أصلها أم + من، أم: المنقطعة للإضراب الانتقالي، ومن: للاستفهام الإنكاري والتّوبيخ أن يكون لهم ناصر سوى الله إذا أراد أن يخسف بهم الأرض أو يعذبهم، فليس هناك من يمنع عذابه.

{هَذَا}: الهاء للتنبيه، ذا: اسم إشارة للقرب ويفيد الذّم والتّحقير.

{الَّذِى هُوَ جُندٌ لَّكُمْ}: ولم يقل: جنود لكم، الذي: اسم موصول هو يفيد التّوكيد، جند لكم: جند اسم جنس أوسع شمولاً من جنود ويتضمن أو يشمل الواحد والاثنين أو أكثر، جنود: تعني فقط (٣) أو أكثر وتنفي الواحد والاثنين، لكم: اللام لام الاختصاص ولكم خاصة.

{يَنْصُرُكُمْ مِنْ دُونِ الرَّحْمَنِ}: أيْ: يدفع عنكم أو يمنعكم من عذاب الله عز وجل إذا حل بكم، وذكر الرّحمن هنا: لأنّ السّياق في ذكر نعم الله تعالى، ولتذكرهم أن لا تغتروا برحمته فالرّحمن يعاقب.

{إِنِ الْكَافِرُونَ إِلَّا فِى غُرُورٍ}: إن: للتعليل والتّوكيد، إلا: أداة حصر، في: ظرفية في حالة غرور دائم، غرور: الوقوع في الشر بسبب غفلة المغرور وقلة وعيه، والغرور: إيهام يحمل الإنسان على فعل ما يضره أو يعني الغفلة ويعني الخداع، حين يظنوا أنهم ليسوا بحاجة على الاعتماد على الرّحمن.