للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

سورة آل عمران [٣: ٩٠]

{إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بَعْدَ إِيمَانِهِمْ ثُمَّ ازْدَادُوا كُفْرًا لَنْ تُقْبَلَ تَوْبَتُهُمْ وَأُولَئِكَ هُمُ الضَّالُّونَ}:

{إِنَّ}: للتوكيد، {الَّذِينَ كَفَرُوا بَعْدَ إِيمَانِهِمْ}: وكانوا اثني عشر رجلاً، ومنهم: الحارث بن سويد، كفروا بعد إيمانهم: ارتدوا عن الإسلام، وعادوا إلى مكة، ثم تاب الحارث، وحسن إسلامه، ولم يتب البقية، وسواء كانوا هؤلاء، أو غيرهم من الكفرة، أو من المرتدين.

{ثُمَّ}: ثم نتباين الصفات.

{ازْدَادُوا كُفْرًا}: نشروا الكفر، والضلال، ومنعوا غيرهم من الدخول في الإسلام، وأضلوا غيرهم، وتمادوا في كفرهم، ولم يتوبوا إلى الله، ولا زالوا على قيد الحياة.

{لَنْ تُقْبَلَ تَوْبَتُهُمْ}: لن: لنفي المستقبل القريب والبعيد. لن تقبل توبتهم في المستقبل إذا لم يتوبوا إلى الله تعالى وماتوا وهم على حالتهم هذه لن تقبل توبتهم حين يحضرهم الموت، أو بعد الموت، وإذا قارنا هذه الآية مع الآية التالية (٩١) نجد استعمال (فلن) بدلاً من (لن)؛ ارجع إلى الآية (٩١) للبيان.

{وَأُولَئِكَ هُمُ الضَّالُّونَ}: أولئك: اسم إشارة للبعد؛ يفيد التحقير، وبُعد ضلالهم. هم: ضمير فصل يفيد التوكيد والحصر. الضالون: هم الضالون حقاً، فهم أبعد الضالين عن طريق الهدى، أو الصراط المستقيم، وأصبحت سمة الضلال ثابتة فيهم، ولن تجد من هو أضل منهم. ارجع إلى سورة البقرة، آية (١٩٨)؛ لمزيد من البيان.