للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

سورة التوبة [٩: ٣٤]

{يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ كَثِيرًا مِنَ الْأَحْبَارِ وَالرُّهْبَانِ لَيَأْكُلُونَ أَمْوَالَ النَّاسِ بِالْبَاطِلِ وَيَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلَا يُنْفِقُونَهَا فِى سَبِيلِ اللَّهِ فَبَشِّرْهُم بِعَذَابٍ أَلِيمٍ}:

{إِنَّ}: حرف مشبه بالفعل؛ يفيد التّوكيد.

{كَثِيرًا}: ولم يقل كلّ، بل قال: كثيراً؛ أيْ: هناك القلة من الأحبار وهم علماء اليهود لا يأكلون أموال النّاس بالباطل، والكثير يأكل.

{وَالرُّهْبَانِ}: عُباد النّصارى. ارجع إلى الآية (٣١) من نفس السّورة؛ للبيان.

{لَيَأْكُلُونَ}: اللام: للتعليل، والتّأكيد. يأكلون: جاء بالفعل المضارع؛ ليدل أنهم أكلوا، ولا زالوا يأكلون، وتدل على التّجدد، والاستمرار في الأكل؛ أيْ: أخذ أموال النّاس بالباطل، وشبه الأخذ بالأكل؛ لكثرة حدوثه؛ لأنّ النّاس تأكل المرات العديدة في اليوم، أو لأنهم يشترون بالمال الباطل الطعام فينتهي في بطونهم.

{أَمْوَالَ النَّاسِ بِالْبَاطِلِ}: بالباطل: الباء: للإلصاق، والتّوكيد؛ بغير الحق؛ أيْ: بالرّشوة، والغش، والكذب، والخداع، والحرام.

{وَيَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ}: يمنعون النّاس عن الدّخول في دينه، واتباع رسوله محمّد -صلى الله عليه وسلم-، ويحاربون الإسلام بأقوالهم، وأفعالهم.

{وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ}: الّذين: اسم موصول يفيد الذّم.

{يَكْنِزُونَ}: الكنز؛ بمعنى: الجمع، والخزن. يكنزون: جاء بصيغة المضارع؛ للتجدد، والتّكرار، وبصيغة الجمع؛ لأنّ المخاطبين كثرة؛ هذا عنده ذهب، وهذا عنده فضة، أو كلاهما.

{الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ}: هما أساس التّعامل التّجاري، والعملة.

{وَلَا يُنْفِقُونَهَا}: لا: النّافية.

{يُنْفِقُونَهَا}: لا يؤدُّون حق زكاتها، أو ينفقون بعضها في سبيل الله، ومساعدة الفقراء، والمساكين، ولم يقل ينفقونهما؛ لأنّ الصّيغة هي الجمع؛ إذن: هم يقومون بأربعة أفعال: الأكل بالباطل، والصّد عن سبيل الله، وكنز الذّهب والفضة، ولا ينفقونها في سبيل الله.

{فَبَشِّرْهُم بِعَذَابٍ أَلِيمٍ}: الفاء: للتوكيد، بشرهم: من البشارة، والبشارة هي الإخبار بأمر سار عادة، واستعملت هنا بقصد التّهكم، والاستهزاء.

{بِعَذَابٍ}: الباء: للإلصاق، والتّوكيد، والاستمرار.

{أَلِيمٍ}: شديد الإيلام لا يطيقه أو يقدر عليه أحد.