{قُلْ}: لهم يا محمّد -صلى الله عليه وسلم- رداً على قولهم:{لَوْ نَشَاءُ لَقُلْنَا مِثْلَ هَذَا إِنْ هَذَا إِلَّا أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ}[الأنفال: ٣١].
{اجْتَمَعَتِ الْإِنسُ وَالْجِنُّ}: الثقلان، وأدخل الجن في التحدي؛ لأن بعض العرب كانوا يعتقدون أن بعض العباقرة المفكرين يستعينون بالجن، أو يلجؤون إلى الجن؛ لكي يساعدوهم في بعض الأمور، وكان هناك تحدي في مكة، وتحدي في المدينة المنورة، والتحدي في مكة جاء بأشكال متعددة؛ مثل: بحديث، بآية، بسورة، أو عشر سور، والتحدي في المدينة جاء بشكل: بسورة من مثله، أو بمثله؛ أي: ما يماثله؛ لأنه لا يوجد ما يماثل القرآن أو ببعض ما يماثله، وأما قوله تعالى:{بِسُورَةٍ مِنْ مِّثْلِهِ} من: تشمل الاستغراق؛ أي: أي سورة من الفاتحة والبقرة إلى سورة الناس.
{بِمِثْلِهِ}: ولم يقل مثله؛ لأنّهم لا يمكن لهم أن يأتوا به نفسه؛ لأنّه نزل من عند الله، وهذا مستحيل، ولذلك قال: بمثله؛ أي: المشبه له؛ أي: لا يمكنهم أن يأتوا بالأصل، ولا حتّى قادرون على أن يأتوا بالمشبه له؛ فهم غير قادرين على الإتيان بآية واحدة، ولا بسورة، وقدم الإنس على الجن في هذه الآية؛ لأن الإنس هم أقدر وأبلغ من الجن في مدار التحدي للغة القرآن واللغة العربية.