{رَضِىَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ}: أي الذين خرجوا معه للعمرة وحضروا صلح الحديبية وكان عددهم (١٤٠٠) رضي الله عنهم إلا المنافق جدّ بن قيس لم يبايع رسول الله -صلى الله عليه وسلم-. رضي الله تعالى عن عملهم (البيعة) على الموت في سبيل الله.
{إِذْ}: ظرف للزمن الماضي.
{يُبَايِعُونَكَ}: ولم يقل بايعوك بالماضي وإنما جاء بصيغة الحاضر؛ للدلالة على حكاية الحال؛ أي: كأنّ البيعة تحدث الآن لعظم شأنها، واستحضار صورتها الجليلة. والنون في (يبايعونك) للتوكيد على أهمية البيعة.
يبايعونك على الموت وعدم الفرار، يبايعونك على قتال قريش، وكما روى البخاري ومسلم عن يزيد بن عُبيد قال: قلت لسلمة بن الأكوع: على أيِّ شيء بايعتم رسول الله؟ قال: على الموت، وسمّيت بيعة الرّضوان؛ لقوله تعالى:{لَّقَدْ رَضِىَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ}.
{تَحْتَ الشَّجَرَةِ}: اسمها سَمُرة، وجاء بأل التّعريف (الشّجرة)؛ لأنّها معروفة.
{فَعَلِمَ مَا فِى قُلُوبِهِمْ}: الفاء للتوكيد، علم ما في قلوبهم: من الصّدق والإخلاص والوفاء للقتال في سبيل الله.
{فَأَنْزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحًا قَرِيبًا}: الفاء للمباشرة، السّكينة؛ أي: الطّمأنينة والأمن والسّكون والرّضى، عليهم: على الصّحابة رضي الله عنهم (١٤٠٠) إلا جدّ بن قيس.
قال: السّكينة، ولم يقل سكينته، السّكينة هذه عامة تنزل على الصّحابة والمؤمنين إذا شاء الله، وأمّا سكينته تشريف السّكينة بإضافتها إليه سبحانه، هذه سكينة خاصة تخص الرّسول -صلى الله عليه وسلم- أو الرّسل الآخرين أو فئة خاصة من المقربين.
{وَأَثَابَهُمْ فَتْحًا قَرِيبًا}: أثابهم من الثّواب: هو الجزاء على أعمالهم الصّالحة، فتحاً قريباً: هو فتح خيبر.