{وَمَا كَانَ النَّاسُ إِلَّا أُمَّةً وَاحِدَةً}: وما: الواو: عاطفة، أو استئنافية؛ ما: نافية للتوكيد؛ إلا: أداة حصر، وما كان النّاس إلا أمة واحدة.
{أُمَّةً وَاحِدَةً}: أيْ: على دين واحد: وهو دين الإسلام، على فطرة التّوحيد من لدن آدم إلى نوح، كما قال ابن عبّاس -رضي الله عنهما- عشرة قرون.
{فَاخْتَلَفُوا}: الفاء: للتأكيد؛ اختلفوا: فمنهم بقي على إيمانه، وتوحيده، ومنهم من كفر، وأشرك بالله؛ فحين اختلفوا {فَبَعَثَ اللَّهُ النَّبِيِّنَ مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ وَأَنْزَلَ مَعَهُمُ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِيَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ فِيمَا اخْتَلَفُوا فِيهِ}[البقرة: ٢١٣].
{وَلَوْلَا كَلِمَةٌ سَبَقَتْ مِنْ رَبِّكَ}:
{لَقُضِىَ بَيْنَهُمْ}: اللام: لام التَّعليل. قضي بينهم؛ أيْ: بين النّاس عاجلاً في الحياة الدّنيا، ومن دون انتظار؛ إما بإقامة السّاعة، أو بإنزال العذاب على المكذبين، والمشركين.
{فِيمَا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ}: ولم يقل: فيما كانوا فيه يختلفون؛ فيما فيه يختلفون؛ تعني: لقضي بينهم حالاً في الدّنيا من دون التّأخير، والانتظار ليوم القيامة، ولو قال: فيما كانوا فيه يختلفون؛ تعني: يوم القيامة؛ أيْ: يؤخر القضاء لهم حتّى يوم القيامة، وعندها يقضي بينهم فيما كانوا يختلفون فيه في الدّنيا؛ فالله سبحانه قادر على أن يفعل القضاء الآن حالاً، أو يؤخِّره حتّى يوم القيامة.