بعد كل هذه النعم جعل لكم الأرض مهداً، وسلك لكم فيها سبلاً، وكلوا منها وارعوا أنعامكم، لا تنسوا أنكم ستبعثون منها؛ من الأرض الجديدة.
{مِنْهَا خَلَقْنَاكُمْ}: أنّا خلقناكم من الأرض؛ أي: من تراب؛ أي: تأكلون مما أخرجنا لكم من الأرض. ارجع إلى سورة الحج، آية (٥)؛ للبيان.
{وَفِيهَا نُعِيدُكُمْ}: بعد الموت نعيدكم فيها، وتقديم "فيها" يفيد الحصر؛ أي: لا تعود إلا فيها بعد الموت، والدّفن في القبور.
{وَمِنْهَا نُخْرِجُكُمْ تَارَةً أُخْرَى}: أي: مرة أخرى، أو ثانية بالبعث، تارة: بمعنى: المرة أو الحين.
وقوله: منها خلقناكم؛ أي: من الأرض؛ فالأرض كالأم الحقيقية للإنسان رغم أن هناك أماً أخرى تلده عن طريق التناسل، وبعد أن يرضع من هذه الأم؛ أي: يأكل مما تنبت الأرض من الحب والثمار، ثمّ بعد ذلك يموت فيرجع إلى أمّه الحقيقية وهي الأرض، وبهذا تكون دورته من الأرض إلى الأرض.