للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

سورة سبأ [٣٤: ١٥]

{لَقَدْ كَانَ لِسَبَإٍ فِى مَسْكَنِهِمْ آيَةٌ جَنَّتَانِ عَنْ يَمِينٍ وَشِمَالٍ كُلُوا مِنْ رِّزْقِ رَبِّكُمْ وَاشْكُرُوا لَهُ بَلْدَةٌ طَيِّبَةٌ وَرَبٌّ غَفُورٌ}:

المناسبة: بعد ذكر طرفٍ من قصة سليمان، يذكر طرفاً من قصة قوم سبأ الّذين بسبب كفرهم وعدم شكرهم أصابهم سيل العرم، وحلّ بهم العذاب ومزقهم كلّ ممزق.

{لَقَدْ}: اللام لام التّوكيد، قد: للتحقيق؛ أي: قد تحقق وحدث لقوم سبأ ما سنذكره بعد قليل.

{كَانَ}: للماضي.

{لِسَبَإٍ}: اللام: لام الاختصاص أو الاستحقاق، سبأ: اسم جد، اسم ابن يشحب بن يعرب بن قحطان، تعدى اسم الجد ليكون اسماً للقبيلة، ثمّ اسماً للمكان الّذي كانوا يسكنونه، إذن سبأ: يدل على اسم الجد، أو اسم القبيلة، أو اسم المكان الّذي كانوا يسكنونه.

{فِى مَسْكَنِهِمْ آيَةٌ}: في مكان إقامتهم في سبأ أو مأرب، آية: أي شيء عجيب نادر، آية دالة على عظمة الله وقدرته.

{آيَةٌ جَنَّتَانِ}: أي الآية جنتان، لا يقصد بالآية الجنتين نفسيهما، وإنما قصتهما هي الآية.

{عَنْ يَمِينٍ وَشِمَالٍ}: عن يمين الوادي وعن شماله، يمين ويسار الوادي كلّها فواكه وخضر وكانت أخصب البلاد.

{كُلُوا مِنْ رِّزْقِ رَبِّكُمْ}: قيل لهم: كلوا من رزق ربكم واشكروا له؛ تذكيراً لهم: حيث كانت الثّمار تتساقط بكثرة وتمتاز بالجودة ومما يطيب أكله وطعمه، والخالية من الإصابة بالحشرات.

{وَاشْكُرُوا لَهُ}: الأكل مع الشّكر؛ أي: لا تنسوا المنعم وتنشغلوا بالنّعمة، اشكروا له باللسان والعمل الصّالح والطّاعة، اشكروا له ليزيدكم من النّعم والفضل.

{بَلْدَةٌ طَيِّبَةٌ}: بمائها العذب وهوائها العليل، مطمئنة آمنة خالية من الأمراض والفيضانات والسّيول والكوارث الجوية.

{وَرَبٌّ غَفُورٌ}: غفور: صيغة مبالغة من غفر؛ أي: يعفو عن سيئاتكم ويثيبكم على أعمالكم الصّالحة ويمدكم بنعمه.