المناسبة: بعد ذكر طرفٍ من قصة سليمان، يذكر طرفاً من قصة قوم سبأ الّذين بسبب كفرهم وعدم شكرهم أصابهم سيل العرم، وحلّ بهم العذاب ومزقهم كلّ ممزق.
{لَقَدْ}: اللام لام التّوكيد، قد: للتحقيق؛ أي: قد تحقق وحدث لقوم سبأ ما سنذكره بعد قليل.
{كَانَ}: للماضي.
{لِسَبَإٍ}: اللام: لام الاختصاص أو الاستحقاق، سبأ: اسم جد، اسم ابن يشحب بن يعرب بن قحطان، تعدى اسم الجد ليكون اسماً للقبيلة، ثمّ اسماً للمكان الّذي كانوا يسكنونه، إذن سبأ: يدل على اسم الجد، أو اسم القبيلة، أو اسم المكان الّذي كانوا يسكنونه.
{فِى مَسْكَنِهِمْ آيَةٌ}: في مكان إقامتهم في سبأ أو مأرب، آية: أي شيء عجيب نادر، آية دالة على عظمة الله وقدرته.
{آيَةٌ جَنَّتَانِ}: أي الآية جنتان، لا يقصد بالآية الجنتين نفسيهما، وإنما قصتهما هي الآية.
{عَنْ يَمِينٍ وَشِمَالٍ}: عن يمين الوادي وعن شماله، يمين ويسار الوادي كلّها فواكه وخضر وكانت أخصب البلاد.
{كُلُوا مِنْ رِّزْقِ رَبِّكُمْ}: قيل لهم: كلوا من رزق ربكم واشكروا له؛ تذكيراً لهم: حيث كانت الثّمار تتساقط بكثرة وتمتاز بالجودة ومما يطيب أكله وطعمه، والخالية من الإصابة بالحشرات.
{وَاشْكُرُوا لَهُ}: الأكل مع الشّكر؛ أي: لا تنسوا المنعم وتنشغلوا بالنّعمة، اشكروا له باللسان والعمل الصّالح والطّاعة، اشكروا له ليزيدكم من النّعم والفضل.
{بَلْدَةٌ طَيِّبَةٌ}: بمائها العذب وهوائها العليل، مطمئنة آمنة خالية من الأمراض والفيضانات والسّيول والكوارث الجوية.
{وَرَبٌّ غَفُورٌ}: غفور: صيغة مبالغة من غفر؛ أي: يعفو عن سيئاتكم ويثيبكم على أعمالكم الصّالحة ويمدكم بنعمه.