بعد أن ذكر سبحانه إنكار الّذين كفروا للبعث، واستعجالهم بالعذاب، وطلبهم إنزال آية على رسوله -صلى الله عليه وسلم-، يورد سبحانه الأدلة على أنّ علمه محيط بكلّ شيء؛ فهو يعلم ما يخفون في أنفسهم مثل إنكار البعث، ويعلم بحالهم، وبما طلبوا من استعجال العذاب، وإنزال آية وغيرها؛ فهو يعلم كلّ ذلك، ويعلم كذلك:
{مَا تَحْمِلُ كُلُّ أُنْثَى}: ما: اسم موصول؛ بمعنى: الّذي تحمل كلّ أنثى، أو مصدرية: ما تحمل كلّ أنثى ذكراً، أو أنثى، جنيناً واحداً، أو أكثر، وهل الجنين تام النّمو، أو مشوه، والأنثى من كلّ جنس الإنس، والجن، والحيوان، والنبات.
{تَغِيضُ}: من غاض؛ أي: نقص؛ أي: تنقص وتحمل سبعة، أو ثمانية أشهر بدلاً من تسعة، أو تسقط، وتشمل كلّ الأرحام.
{وَمَا تَزْدَادُ}: بعدد الأجنة، وزيادة وزن الجنين، وما تزداد بالوضع بعد (تسعة أشهر)، وما تحملُ كلُّ: بالضم، ولم يقل: كلَّ بالفتح؛ لأنّ هناك من الإناث غير حامل؛ أي: متزوجة، أو متزوجة وغير حامل، أو في سن اليأس، أو لم تبلغ سن البلوغ، ولو قال: كلَّ: لكان يعني: كلّ الإناث حوامل.
{وَكُلُّ شَىْءٍ عِنْدَهُ بِمِقْدَارٍ}: ولم يقل: كلَّ: لو قال: كلَّ: لكان يعني ذلك: أنّ كلّ شيء خلقه في الكون كان بمقدار، مع العلم أنّ هناك أشياء خلقها بغير مقدار، والمقدار يعني: الكم؛ مثل: الوزن، والحجم.