للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

سورة الشورى [٤٢: ١٥]

{فَلِذَلِكَ فَادْعُ وَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ وَقُلْ آمَنْتُ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ مِنْ كِتَابٍ وَأُمِرْتُ لِأَعْدِلَ بَيْنَكُمُ اللَّهُ رَبُّنَا وَرَبُّكُمْ لَنَا أَعْمَالُنَا وَلَكُمْ أَعْمَالُكُمْ لَا حُجَّةَ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ اللَّهُ يَجْمَعُ بَيْنَنَا وَإِلَيْهِ الْمَصِيرُ}:

{فَلِذَلِكَ}: الفاء استئنافية، لذلك: اللام للتعليل والتّوكيد، ذا اسم إشارة يشير إلى منع التّفرق ونبذه، والكاف للمخاطب.

{فَادْعُ}: الفاء للتوكيد، ادعُ: إلى دين الله الحق وهو الإسلام الدّين الحنيف، ادعُ النّاس إلى التّوحيد ولا إله إلا الله وطاعته وعبادته وترك عبادة الأصنام والشّرك.

{وَاسْتَقِمْ}: أي الزم منهج القرآن والسّنة، وأتمَّ الفرائض وتجنّب المحارم، وقيل: الاستقامة: الاعتدال أو الوسطية لا إفراط ولا تفريط في الدّين، والتّوبة تساعد على الاستقامة، والاستقامة طريق إلى الجنة.

ارجع إلى سورة فصلت آية (٣٠) لمزيد من البيان في معنى الاستقامة.

{كَمَا أُمِرْتَ}: بطريق الوحي أو كما ورد في القرآن؛ أي: كما أمرك الله سبحانه.

{وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ}: لا النّاهية، تتبع أهواءهم: جمع هوى والهوى: لتعريفه ارجع إلى سورة الأنعام الآية (٥٦) وتتبع أهواءهم مثل اتّباع ملّتهم.

{وَقُلْ آمَنْتُ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ مِنْ كِتَابٍ}: الباء للإلصاق، الخطاب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وأمته، آمنت: صدقت بما أنزل الله: من استغراقية تشمل القرآن والتّوراة والإنجيل والزّبور، وآمنت بكلّ ما أنزل في الكتاب (القرآن) إيماناً كاملاً فلا أكفر ببعض وأؤمن ببعض.

{وَأُمِرْتُ لِأَعْدِلَ بَيْنَكُمُ}: في الحكم والقضاء دون ميل عن الحق.

{اللَّهُ رَبُّنَا وَرَبُّكُمْ}: الله الإله الحق واجب الوجود هو ربنا وربكم؛ أي خالقنا وخالقكم ورازقنا ورازقكم.

{لَنَا أَعْمَالُنَا وَلَكُمْ أَعْمَالُكُمْ}: أي ثوابها أو وزرها.

{لَا حُجَّةَ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ}: لا النّافية؛ أي لا حاجة إلى الجدال أو المحاجة والخصومة بيننا وبينكم لإثبات من هو المحقّ ومن هو المبطل بعد الآن؛ لأنّ الحق قد تبيّن وظهر وكذلك الباطل.

{اللَّهُ يَجْمَعُ بَيْنَنَا}: أي يوم القيامة أو في أرض المحشر لفصل القضاء وتقديم الفاعل على الفعل للاهتمام والتّوكيد.

{وَإِلَيْهِ الْمَصِيرُ}: إليه حصراً وقصراً لا إلى غيره، المصير: المنتهى والمرجع والوقوف بين يديه للحساب والجزاء.

سورة الشّورى [الآيات ١٦ - ٢٢]