أسباب النّزول: كما ورد في أسباب النّزول للواحدي: إنّ بعض أشراف قريش طلبوا من رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لولا نحَّيت عنا هؤلاء؛ أي: سلمان، وأبا ذر، وفقراء المسلمين جلسنا إليك، وأخذنا عنك؛ فنزلت هذه الآية تحث رسول الله -صلى الله عليه وسلم- على عدم الاستجابة لمطالب هؤلاء، وإن يثبت، ويجالس الفقراء من المسلمين، ويبقى معهم.
{يُرِيدُونَ وَجْهَهُ}: يبتغون رضا الله وحده مخلصين له.
{وَلَا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا}: أي: لا تتجاوز عيناك، أو تنصرف، وتبتعد عن هؤلاء الفقراء، والمساكين؛ تتركهم، وتتطلع إلى هؤلاء الأغنياء كأنك تريد زينة الحياة الدّنيا.
{وَلَا تُطِعْ مَنْ}: ولا: النّاهية.
{تُطِعْ مَنْ}: من: للعاقل، والمفرد، والجمع.
{أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنَا}: أي: نسوا الله فأنساهم أنفسهم؛ أي: غفلوا عن ذكر الله، وأعرضوا عن الإيمان به، واتبعوا أهوائهم.
{وَاتَّبَعَ هَوَاهُ}: الهوى: ارجع إلى الآية (٥٦) من سورة الأنعام.
{وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا}: أمره: طاعته، أو عبادته.
{فُرُطًا}: مصدر بمعنى: الإفراط، أو التّفريط من أفرط في الأمر: تجاوز الحد، وإفراطاً: إسرافاً، وتجاوزاً عما أمر الله، أو التّفريط: التّقصير، أو فرطاً: سفهاً وضياعاً؛ لأنّه يكفر، ويشرك بالله، ويتبع الباطل، كان أمره؛ أي: أعماله إسرافاً وتجاوزاً حدود الله، أو تقصيراً، أو ضياعاً لا قيمة لها.