للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

سورة المؤمنون [٢٣: ٨٥]

{سَيَقُولُونَ لِلَّهِ قُلْ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ}:

{سَيَقُولُونَ لِلَّهِ}: السّين: للتوكيد، وللقرب سيقولون: لله، اللام لام الملكية والاختصاص، وبما أنّهم قالوا: لله، فهم لا ينكرون ذلك.

{قُلْ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ}: أفلا الهمزة للاستفهام الإنكاري والتعجُّب، ألا: أداة تنبيه وحضٍّ وتحمل معنى الأمر، تذكرون: ما دامت الأرض ومن فيها لله، فلماذا لا تذكرون ذلك، وتؤمنون به وتؤمنون بيوم البعث والحساب.

وحين يسأل: قل لمن الأرض ومن فيها؟ الجواب: أن تقول: لله؛ لأنّ الخطاب لكلّ من يسمع السّؤال، ولكنّه قال: سيقولون: لأنّه أراد الجواب من أهل مكة المكذِّبين بالبعث والحساب والجزاء بإقرارهم على أنفسهم ولتكون الحُجَّة عليهم؛ لأنه لا يسأل الذين يؤمنون بالله تعالى وبالبعث فهؤلاء جوابهم معلوم، وكان هذا السؤال الأول، ويكفيه التذكر أو النظر لإدراك الجواب، والسؤال الثاني ورد في الآية (٨٦) أصعب أو أعقد من الأول وفيه تحذير وتهديد، وجاء الجواب أفلا تتقون، وجاء السؤال الثالث في الآية (٨٧) فيه تحذير وتهديد أشد وأشد فكان الجواب فأنى تسحرون.