سورة طه [٢٠: ٧٧]
{وَلَقَدْ أَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنْ أَسْرِ بِعِبَادِى فَاضْرِبْ لَهُمْ طَرِيقًا فِى الْبَحْرِ يَبَسًا لَا تَخَافُ دَرَكًا وَلَا تَخْشَى}:
{وَلَقَدْ}: الواو استئنافية، لقد: اللام: للتوكيد، قد: للتحقيق.
{أَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى}: من الوحي لغةً: وهو الإعلام بخفاء عن طريق الوحي، أو تكليم من وراء حجاب، أو إرسال رسول فيوحي بإذنه ما يشاء. ارجع إلى سورة النّساء، آية (١٦٣)؛ لمعرفة معنى الوحي.
{أَنْ أَسْرِ بِعِبَادِى}: أن: للتعليل، والتّوكيد.
{أَسْرِ}: الإسراء السير ليلاً، وعادة في أوّل الليل، أسر ليلاً بعبادي: الباء: للإلصاق، والمصاحبة.
{بِعِبَادِى}: أي: بني إسرائيل؛ أي: اخرج بهم ليلاً من مصر، وعبادي، ولم يقل عبيدي؛ عبادي تعني: الفئة المؤمنة التي اختارت الإيمان بربها، أمّا عبيدي: تشمل المؤمن والكافر. ارجع إلى سورة البقرة آية (١٨٦) للبيان.
{فَاضْرِبْ لَهُمْ طَرِيقًا فِى الْبَحْرِ يَبَسًا}: الفاء: للترتيب والتّعقيب، اضرب: بعصاك البحر، كما بينه في سورة الشّعراء، الآية (٦٣): {أَنِ اضْرِب بِعَصَاكَ الْبَحْرَ فَانْفَلَقَ فَكَانَ كُلُّ فِرْقٍ كَالطَّوْدِ الْعَظِيمِ}.
{لَهُمْ}: لام: الاستحقاق، لهم فقط خاصة لبني إسرائيل.
{طَرِيقًا فِى الْبَحْرِ يَبَسًا}: طريقاً جافاً لا طين فيه ولا ماء، وأفضل الطرق هو الصراط، ثم يليه السبيل، ثم الطريق في البحر، والطريق قد يكون سهلاً أو صعباً، وقد يكون مذموماً كقوله تعالى: {إِلَّا طَرِيقَ جَهَنَّمَ} [النساء: ١٦٩]، أو محموداً كقوله تعالى: {يَهْدِى إِلَى الْحَقِّ وَإِلَى طَرِيقٍ مُّسْتَقِيمٍ} [الأحقاف: ٣٠].
{لَا تَخَافُ دَرَكًا وَلَا تَخْشَى}: لا: النّافية.
{تَخَافُ دَرَكًا}: أي: لا تخاف أن يدركك فرعون وجنوده، أو يلحقوا بكم.
{وَلَا تَخْشَى}: تكرار "لا": تفيد التّوكيد، وفصل دركاً عن الخشية كلاً عن الآخر، أو كلاهما معاً، والخشية هي الخوف المشبع بالرّهبة مع العلم بالشّيء المخيف.