سورة النمل [٢٧: ١٣]
{فَلَمَّا جَاءَتْهُمْ آيَاتُنَا مُبْصِرَةً قَالُوا هَذَا سِحْرٌ مُبِينٌ}:
{فَلَمَّا}: الفاء: للترتيب والتّعقيب. لما: ظرفية بمعنى حين.
{جَاءَتْهُمْ آيَاتُنَا}: أي: الآيات التسع: اليد والعصا والطوفان، والجراد والقمل والضفادع، والدم والسنين ونقص الثّمرات.
جاءتهم: أيْ:: قوم فرعون.
{مُبْصِرَةً}: واضحة أو دالة على وجود الخالق الحق ووحدانيَّته ونبوة موسى.
{آيَاتُنَا مُبْصِرَةً}: أيْ:: كأن الآيات هي الّتي تبصر؛ أي: تهدي إلى الخالق والإله الحق الواحد، وهم لا يبصرون أو هم يبصرون بسببها؛ أي: لو آمنوا بها، فلولا هذه الآيات لما قدروا على الاهتداء.
{هَذَا}: الهاء للتنبيه ذا اسم إشارة للقرب.
{سِحْرٌ مُبِينٌ}: سحر واضح لكل فرد أو الكل يعرف أنّه سحر. ارجع إلى سورة طه آية (٥٨) لبيان معنى السّحر.
واعتبروها سحراً؛ لأنّها كانت آيات خارقة للعادة. وكل شيء يؤثر فيهم وخارق للعادات يعتبرونه سحراً؛ لأنّهم لا يريدون الإيمان به. ولو نظرنا إلى الاختلافات بين سورتي النمل والقصص لوجدناها كثيرة جداً تعود إلى أن سورة القصص جاءت قصة موسى فيها مفصلة، بينما قصة موسى في سورة النمل جاءت مختصرة نذكر بعض الأمثلة:
في سورة النمل: {إِنِّى آنَسْتُ نَارًا} [آية: ٧]، في سورة القصص: {آنَسَ مِنْ جَانِبِ الطُّورِ نَارًا} [آية: ٢٩].
في سورة النمل: {يَامُوسَى} [آية: ١٠]، في سورة القصص: {أَنْ يَامُوسَى} [آية: ٣٠].
في سورة النمل: {لَا تَخَفْ} [آية: ١٠]، في سورة القصص: {أَقْبِلْ وَلَا تَخَفْ} [آية: ٣١].
في سورة النمل: {إِنِّى لَا يَخَافُ لَدَىَّ الْمُرْسَلُونَ} [آية: ١٠]، في سورة القصص: {إِنَّكَ مِنَ الْآمِنِينَ} [آية: ٣١].
نجد في سورة القصص يشيع فيها جو الخوف، وسورة النمل ليس فيها خوف.
سورة النّمل [الآيات ١٤ - ٢٢]