للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

سورة الروم [٣٠: ٤]

{فِى بِضْعِ سِنِينَ لِلَّهِ الْأَمْرُ مِنْ قَبْلُ وَمِنْ بَعْدُ وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ}:

{فِى بِضْعِ سِنِينَ}: في: ظرفية زمانية، بضع سنين: تعني من (٣-٩) سنين، وقيل: كان في سبع سنين، وكان نصر الروم على الفرس في يوم بدر كما روى الترمذي وابن جرير وغيرهم. وقيل: كان في عام الحديبية السنة السادسة للهجرة.

وهذا النبأ من أنباء الغيب ومعجزة دالة على أنّ القرآن هو تنزيل من رب العالمين، ودليل على نبوة محمّد -صلى الله عليه وسلم-، وكان هذا النبأ بمثابة بشارة أثارت فرحة المؤمنين.

{لِلَّهِ الْأَمْرُ}: لله: اللام للاختصاص. لله الحكم في تقرير من هو الغالب والمغلوب.

{مِنْ قَبْلُ}: أي من قبل أن تُغلب الروم (أي تُهزم).

{وَمِنْ بَعْدُ}: أي من بعد أن تنتصر الروم.

وانتبه إلى قوله: (من قبلُ ومن بعدُ) بالضم، ولم يقل من قبلِ ومن بعدِ بالكسر. فالضم يدل على زمن معين قد يطول أو يقصر، ولكنه زمنٌ معلومٌ ومقدَّرٌ، والكسر يدل على زمن غير معين، أو معلوم أو لا يُعلم.

{وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ}: أي يوم تَغلبُ الرومُ الفرسَ (المجوس). يومئذ: يوم ظرف أضيف إلى (إذ) (بمعنى حين)؛ أي: حينئذٍ يفرح المؤمنون بنصر الله تعالى للروم على الفرس.