للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

سورة البقرة [٢: ١٦]

{أُولَئِكَ الَّذِينَ اشْتَرَوُا الضَّلَالَةَ بِالْهُدَى فَمَا رَبِحَتْ تِّجَارَتُهُمْ وَمَا كَانُوا مُهْتَدِينَ}:

{أُولَئِكَ}: اسم إشارة يشير إلى البُعد ويشير إلى المفسدين، السفهاء، الّذين لا يشعرون، ولا يعلمون، وكذلك إلى المستهزئين.

{الَّذِينَ}: اسم موصول، يفيد الذَّم.

{اشْتَرَوُا الضَّلَالَةَ بِالْهُدَى}: اشتروا الضلالة؛ اسم مرة ضلالة واحدة، والضلال اسم جنس يشمل الضلالات كلها، ويعني: عدم تبين الحق والهدى والإيمان؛ أي: بدلاً من أن يشتروا الهداية، أو الهدى الضلالة، وإذا قارنا هذه الآية بالآية (٢٠٧) من نفس السورة وهي قوله تعالى: {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْرِى نَفْسَهُ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللَّهِ} نجد أن شرى تعني يبيع، واشترى بمعنى الشراء، وهو دفع الثمن مقابل السلعة.

اشتروا الضلالة: قد تكون الكفر، أو النفاق والشك، أو الجهل؛ اشتروا الضلالة فكيف دفعوا ثمنها؟ دفعوا ثمنها، بما عندهم، من الفطرة الإيمانية، فكل ما عندهم، من فطرة إيمانية، أو إيمان، اشتروا به ضلالة واحدة، فهذا يدل على أن إيمانهم ضعيف جداً.

وماذا كانت النتيجة:

{فَمَا رَبِحَتْ تِّجَارَتُهُمْ}: أي: هم لم يربحوا أي شيء، بل خسروا رأس المال أيضاً.

{وَمَا كَانُوا مُهْتَدِينَ}: ما النّافية. {كَانُوا مُهْتَدِينَ}: أي: لا يعرفون كيف يتاجرون، لكسب الآخرة والنجاة من النار فليس عندهم علم، أو هدى، أو خبرة بالتجارة؛ لذلك فهم، قد خسروا كل شيء.