{كَمَثَلِ الْعَنكَبُوتِ}: (الأنثى دون الذّكر) هي المسؤولة عن بناء بيت العنكبوت المنسوج من خيوط الحرير الّتي تصنعها بنفسها من مادة الحرير، فقد اكتشفت العلماء أنّ للعنكبوت غدتين: غدة تفرز الحرير لتصنع منها خيوط الحرير، وغدة أخرى تفرز مادة سامة جداً تقتل بها الحشرات أو ما تصطاده.
{وَإِنَّ أَوْهَنَ الْبُيُوتِ لَبَيْتُ الْعَنكَبُوتِ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ}: فقد كانوا يظنون قديماً أنّ بيت العنكبوت هو أوهن البيوت؛ أي: أضعف البيوت؛ لأنّ الرّيح إذا هبّت عليه يتطاير ويتهدّم ولا يقي من أذى الحر أو البرد، وأنّ حشرة العنكبوت ضعيفة، وتبيّن حديثاً أنّ كلّ هذه المعلومات غير صحيحة وبالعكس إنّ حشرة العنكبوت لها أكثر من (٣٠ ألف) نوع من العناكب (تقرير من العلوم الحية)، وأنّ الأنثى تفرز مادة سامة تؤثر في فريستها فتصيب الجهاز العصبي مما يؤدي إلى شلل الفريسة بعد أن تُصعق ثمّ تموت، ثمّ تقوم حشرة العنكبوت بإحضار الفريسة إلى العش وبالتّالي تتغذى بها، وتبين أنّ خيوط الحرير الّتي تنسجها لصناعة العش من أقوى الخيوط، فهي تعادل (٥) أضعاف الفولاذ؛ أي: الحديد، وتبين أنّ الله سبحانه وصف بيت العنكبوت بأوهن البيوت؛ لأنّ الأمّ أنثى العنكبوت بعد أن تبني بيتها وتلد ويكون لها أولاد وزوج؛ أي: عائلة، إذا ضاقت عليها السّبل ولم تجد ما تأكله تفترس أولادها وزوجها بعد أن تصعقهم بسمها القاتل وتقضي عليهم، فأيّ بيت أوهن وأقبح من هذا البيت الّذي ليس فيه سكن وأمن وطمأنينة؟!
{لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ}: لو كان هؤلاء الّذين يتخذون من دون الله أولياء يعلمون أنّ حالهم في عدم الانتفاع من أوليائهم كحال أنثى العنكبوت، الّتي سرعان ما تقضي على أولادها ورب بيتها لتتغذى بهم حين تضيق بها سبل العيش وتكون سبب هلاكهم وخسرانهم وضياعهم.