{كُنْتَ فِى غَفْلَةٍ مِّنْ هَذَا}: كنت في الدّنيا المخاطب هنا المؤمن والكافر والفاجر والصالح كنت مشغولاً عن هذا اليوم أو غير مستعد له منهمكاً في ملذات الدّنيا وشهواتها.
قال تعالى: في غفلة من هذا، ولم يقل: عن هذا، جاء بمن ابتدائية، أيْ: كان غافلاً من نفسه فهو مبدأ الغفلة، ولم يكن هناك ما يُغفله عن الموت؛ لأنه يرى الأموات كلَّ يوم.
{فَكَشَفْنَا عَنْكَ غِطَاءَكَ}: الفاء عاطفة تفيد المباشرة، فكشفنا لك عملك لتراه، أو أزلنا عنك الغفلة التي غطت عينيك في الدّنيا. شبه الغفلة كأنها غطاء غطَّى بها حواسه. ارجع إلى سورة البقرة آية (٧٤) لمزيد من البيان في الغفلة.
{فَبَصَرُكَ الْيَوْمَ حَدِيدٌ}: اليوم: يوم القيامة، لم تعد غافلاً، فهذا بصرك اليوم قوي وحاد تبصر به كل شيء كنت غافلاً عنه في الدّنيا أو تنكره أو لا تصدقه. أيْ: يرفع ويكشف ذلك الغطاء غطاء الغفلة، كما يُرفع غطاء النوم عن الإنسان.