{لَيَبْعَثَنَّ عَلَيْهِمْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ}: يسلطنَّ عليهم إلى يوم القيامة من يذلهم ويضطهدهم، مثل: البابليين، المجوس، والألمان، وغيرهم.
{مَنْ يَسُومُهُمْ سُوءَ الْعَذَابِ}: من يذيقهم، من سام؛ أيْ: طلب. ارجع إلى الآية (٤٩) من سورة البقرة؛ لمزيد من المعنى.
يعني ذلك: أن الله سيسلط، ويبعث عليهم من يقوم بتعذيبهم سوء العذاب، ويستمر ذلك إلى يوم القيامة.
{إِنَّ رَبَّكَ لَسَرِيعُ الْعِقَابِ}: إن حرف مشبّه بالفعل؛ يفيد: التوكيد. لسريع: اللام: لام التوكيد، سريع العقاب للظالمين، والمفسدين، والعاصين، وسرعة عقابه هي رحمة منه للمظلومين؛ لكي يتخلصوا من ظلم الظالمين، وبالمقابل: إن ربك لغفور رحيم لمن تاب، وآمن، وعمل صالحاً.
لنقارن هذه الآية مع آية سورة الأنعام (١٦٥): {إِنَّ رَبَّكَ سَرِيعُ الْعِقَابِ وَإِنَّهُ لَغَفُورٌ رَّحِيمٌ}.
الاختلاف في الآيتين: يرجع فقط إلى زيادة اللام في كلمة {لَسَرِيعُ}: والتي تفيد التوكيد على أنه سريع العقاب.
والعقاب: هو الجزاء على الفعل؛ أيْ: يدل على المعاقب يستحق العقاب، عَقيب فعله، أو إجرامه، من دون تأخير.
والسبب في التوكيد: أن آية الأعراف: جاءت في سياق بني إسرائيل، وعدم التزامهم بأوامر الله، كما ورد في أصحاب السبت، وعبادة العجل، ونتق الجبل، ولذلك أكَّد الله أنهم يستحقون العقاب في الدنيا؛ لأنهم يستمرون على فعل المعاصي، ويظنون أنهم سيغفر لهم، وأما آية سورة الأنعام: فجاءت في سياق العقوبات في الآخرة.