للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

سورة التوبة [٩: ٤٣]

{عَفَا اللَّهُ عَنْكَ لِمَ أَذِنْتَ لَهُمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَتَعْلَمَ الْكَاذِبِينَ}:

{عَفَا اللَّهُ عَنْكَ}: من العفو: وهو محو الخطأ، أو الذّنب، ولا عقاب عليه.

{لِمَ أَذِنْتَ لَهُمْ}: لم: اللام: للتعليل. ما: للاستفهام. أذنت لبعض المنافقين بعدم الخروج إلى تبوك، أو التّخلف عنك.

{حَتَّى}: حرف غاية نهاية الغاية.

{يَتَبَيَّنَ لَكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَتَعْلَمَ الْكَاذِبِينَ}: أيْ: لو تمهلت لتبيَّن لك الحق؛ أيْ: تعلم الّذين صدقوا، وتعلم الكاذبين، تعلم الّذين صدقوا في أعذارهم، هل هي صدق أم كذب، وقال الّذين صدقوا: ولم يقل: الصّادقين؛ لأنّ صفة الصّدق غير ثابتة عندهم، والّذين صدقوا: صدقوا؛ أيْ: صفة الصدق عندهم غير ثابتة، مرة يصدقون، ومرة يكذبون.

أما الصّادقون: فصفة الصّدق عندهم ثابتة؛ أيْ: يصدقون دائماً.

وسنرى في الآية (٤٧): أنّ ما فعله رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بالإذن لهم بالقعود كان فيه حكمة: هي لو أنّهم خرجوا فيهم ما زادوهم إلا خبالاً، ولأوضعوا خلالهم، وربما كانوا سبباً لهزيمة المسلمين.