بعد أن بين الله -جل وعلا- لنبيه محمّد -صلى الله عليه وسلم-، وبالتّالي لأمته: أنّه أتاه السّبع المثاني، والقرآن العظيم ما لم يؤت أحداً من العالمين، وهو إيتاء للمؤمنين أيضاً، وهو إيتاء عظيم، وكافٍ، وينبغي معه عدم النّظر والالتفات، أو الطموح، والرغبة إلى ما عند غيرك من متاع، وزينة، ومال.
{إِلَى مَا مَتَّعْنَا بِهِ أَزْوَاجًا مِّنْهُمْ}: أي: أصناف من الكفار، أو المشركين، أو الأغنياء من متاع الحياة الدّنيا، وزينتها، وزخارفها، ومالها، وذهبها؛ لأنّه متاع زائل، وأمّا السّبع المثاني، والقرآن العظيم: فهو متاع دائم، وباق، وهو المتاع الحقيقي.
{وَلَا تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ}: أي: لا تذهب نفسك عليهم حسرات؛ لعدم الاستجابة لك، ورفضهم الدّخول في الإسلام، والإيمان فهم الّذين اختاروا لأنفسهم ذلك.
{وَاخْفِضْ جَنَاحَكَ لِلْمُؤْمِنِينَ}: وخفض الجناح: كناية عن لين الجانب، والتّواضع، والرّفق بالّذين استجابوا لك من المؤمنين، وكن كالطّائر الّذي يخفض جناحيه إلى نسله؛ للرعاية، والحماية.