للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

سورة النحل [١٦: ٤٧]

{أَوْ يَأْخُذَهُمْ عَلَى تَخَوُّفٍ فَإِنَّ رَبَّكُمْ لَرَءُوفٌ رَحِيمٌ}:

{أَوْ يَأْخُذَهُمْ}: ارجع إلى الآية السّابقة.

{عَلَى تَخَوُّفٍ}: أو على خوف؛ أيْ: وهم يتوقَّعون أن يحل بهم العذاب، أو هم على مخافة، وحذر، واستعداد، أو مختبئون في الملاجئ، أو في البروج المشيدة، أو يحدث بشكل تدريجي؛ أي: يرون العذاب قادماً نحوهم بعد أن أهلك ما حولهم، وقيل: التّخوف الفزع من شيء لم يحدث بعد، فهو يتصوَّره بألوان شتى، ومخاوفَ، وخيالاتٍ مختلفة.

{فَإِنَّ رَبَّكُمْ لَرَءُوفٌ}: فإن: الفاء: للتوكيد.

{رَبَّكُمْ لَرَءُوفٌ}: لرؤوف: اللام للتوكيد؛ رؤوف: مشتقة من الرّأفة، والرّأفة: أخص من الرّحمة، أو الرّأفة أشد من الرّحمة، ومنهم من قال: أنّها تخص المؤمنين، ورؤوف من رأف به؛ أيْ: أشفق عليه بأن دفع عنه السّوء، أو كره أن يحل به مكروه.

{رَحِيمٌ}: صيغة مبالغة؛ أيْ: كثير الرّحمة، والرّحمة قد تشمل المؤمن، والكافر في الدّنيا؛ فلا يعجل لهم العقاب، أما في الآخرة: فهي خاصة بالمؤمن فقط.