يستمر الرّجل المؤمن في دعوته ويحذر قومه مرة أخرى ولم يُبالِ بما قاله فرعون ولم يخف من فرعون.
{وَقَالَ الَّذِى آمَنَ يَاقَوْمِ}: نادى الّذي آمن قومه نداء فيه نوع من الحنان والعطف عليهم.
{إِنِّى}: للتوكيد.
{أَخَافُ عَلَيْكُم}: إن كذبتم موسى ولم تؤمنوا به أو قتلتموه.
{مِّثْلَ يَوْمِ الْأَحْزَابِ}: أي أن ينزل بكم العذاب ويحلّ عليكم كما نزل وحلّ بالأمم المكذبة لرسلها؛ أي: الأحزاب، وهم قوم: نوح، وعاد، وثمود، والذين من بعدهم.
وقال تعالى:(يوم)(مفرد). ولم يقل أيام: أي وقائع أو ما حدث في تلك الأيام من دمار وخراب. فهو جمع الأحزاب وأفرد اليوم ولم يقل مثل أيام الأحزاب أيام هلاكهم وعذابهم؛ أي: رغم كونهم أحزاباً مختلفة؛ أي: أمماً أو أقواماً مختلفة متعددة، كذبوا برسلهم ولم يصدقوا بهم ورفضوا الإيمان فما وقع لكلّ حزب من هلاك ودمار هو نفسه تكرر وتجدد ولذلك وحّد كلمة (يوم) فقال: يوم الأحزاب (لأنّهم أحزاب متعددة) فمن يكذّب برسوله كأنّه يكذّب بكل المرسلين عامة؛ لأنّ رسالتهم واحدة.