للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

سورة القلم [٦٨: ٤٤]

{فَذَرْنِى وَمَنْ يُكَذِّبُ بِهَذَا الْحَدِيثِ سَنَسْتَدْرِجُهُم مِّنْ حَيْثُ لَا يَعْلَمُونَ}:

{فَذَرْنِى}: الفاء للتوكيد، ذرني: دعني خلي بيني وبينهم أو اترك أمر هؤلاء المكذبين بهذا الحديث أي: القرآن، إليَّ ولا تشغل بالك بهم.

{وَمَنْ}: من: ابتدائية اسم موصول للعاقل؛ من: تشمل المفرد والمثنى والجمع، والذكر والأنثى.

{يُكَذِّبُ بِهَذَا الْحَدِيثِ}: أي: القرآن الكريم وسمِّي بالحديث كقوله {أَفَبِهَذَا الْحَدِيثِ أَنْتُمْ مُّدْهِنُونَ} [الواقعة: ٨١]، ولمعرفة لماذا سمِّي القرآن بالحديث ارجع إلى سورة الزمر آية (٢٣).

{سَنَسْتَدْرِجُهُم مِّنْ حَيْثُ لَا يَعْلَمُونَ}: الاستدراج من الدّرج وهو السّلم للصعود أو النّزول، والاستدراج: أيْ: نملي عليهم بالنّعم الواحدة تلو الأخرى مثل الغنى والصّحة وغيرها، ويظنون أنّ الله راض عنهم فيزدادون كفراً وطغياناً وبعداً عن الله، فالاستدراج هو نوع من الكيد ويقربهم للهلاك، وهم لا يشعرون، كقوله تعالى: {فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ كُلِّ شَىْءٍ حَتَّى إِذَا فَرِحُوا بِمَا أُوتُوا أَخَذْنَاهُم بَغْتَةً فَإِذَا هُمْ مُّبْلِسُونَ} [الأنعام: ٤٤].

{مِّنْ حَيْثُ لَا يَعْلَمُونَ}: لا يعلمون بما يُدبر لهم من انتقام.