{وَمَا أَنْتَ بِهَادِى الْعُمْىِ}: الواو عاطفة، ما النّافية، أنت بهادي: الباء للإلصاق والتّوكيد، هادي العمي: منقذ أو صارف العمى عنهم، والعُمي: جمع أعمى: عُمي البصيرة وليس عُمي البصر. وإذا قارنا هذه الآية مع الآية (٥٢) في سورة الشورى وهي قوله تعالى: {وَإِنَّكَ لَتَهْدِى إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ}: نجد أن المقصود بالهداية في آية الشورى هداية عامة؛ أي: ترشد أو تدل الناس على الإسلام فقط ولكن الهداية الخاصة خاصة بالله تعالى؛ ارجع إلى سورة الشورى (٥٢) للبيان.
{عَنْ ضَلَالَتِهِمْ}: ولم يقل: عن ضلالهم، الضّلال: اسم جنس يشمل كلّ الضّلالات وضلالتهم تعني: ضلالة واحدة، فأنت لا تستطيع أن تصرف عمي البصيرة ولا حتّى عن ضلالة واحدة إلا أن يشاء الله تعالى.
{إِنْ تُسْمِعُ}: إن: نافية، أيْ: ما تسمع إلا من يؤمن بآياتنا.
{إِلَّا}: أداة حصر.
{مَنْ يُؤْمِنُ بِآيَاتِنَا}: إلا من يصدق بآياتنا، والسّؤال إذا كان هو يؤمن بآياتنا مسبقاً أو سابقاً فما فائدة سماعه مرة أخرى، الجواب: ليزداد إيماناً مع إيمانه ويستمر على استقامته.