سورة الرعد [١٣: ٢٦]
{اللَّهُ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ وَيَقْدِرُ وَفَرِحُوا بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا فِى الْآخِرَةِ إِلَّا مَتَاعٌ}:
{اللَّهُ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ}: الله وحده، وتقديم الفاعل: يفيد الحصر.
{يَبْسُطُ}: يوسع الرّزق، والرزق: يشمل المال، والمتاع، والعلم، والذرية، والأخلاق… وغيرها.
{لِمَنْ يَشَاءُ}: لمن: اللام: لام الاختصاص؛ من: اسم موصول بمعنى: هو الّذي يبسط الرّزق لأي عبد من عباده، وبسط الرّزق: هو ابتلاءٌ للعبد.
{وَيَقْدِرُ}: يُضيق، ويُفقر من يشاء، أو يعطي الكفاية، أو الشّيء القليل لأي عبد من عباده، والتضييق أيضاً ابتلاءٌ للعبد.
{وَفَرِحُوا بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا}: وفرحوا: تعود على النّاس بما بسط الله لهم في الدّنيا من الخيرات، والنّعيم، والمال، والمُلك، وباء بالحياة: للإلصاق، والاهتمام. ارجع إلى سورة آل عمران آية (١٧٠) لبيان معنى الفرح وأنواعه.
{وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا فِى الْآخِرَةِ إِلَّا مَتَاعٌ}: وما: الواو: الحالية؛ تفيد التّوكيد؛ ما: النّافية.
{إِلَّا}: أداة حصر؛ أي: إذا قارنا وقدرنا الحياة الدّنيا بالآخرة تكون الحياة الدّنيا حصراً، وقصراً عبارة عن متاع زائل شيء يُتمتع به، ثمّ يفنى، أو يزول، أو يضمحل.
لنقارن هذه الآية من سورة الرّعد: {اللَّهُ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ وَيَقْدِرُ}، ووردت هذه الآية كذلك في سورة الإسراء، الآية (٣٠)، وسورة الرّوم، الآية (٣٧)، وسورة سبأ، الآية (٣٦).
مع الآية (٤٩) من سورة سبأ: {اللَّهُ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَيَقْدِرُ لَهُ}، وردت هذه الآية في العنكبوت، الآية (٦٢).
ومع الآية (٨٢) من سورة القصص: {اللَّهَ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَيَقْدِرُ}.
فآية الرّعد، والإسراء، والرّوم، وسبأ؛ تعني: هناك إنسان ما يرزقه الله، ويوسع عليه طوال حياته، وهناك إنسان آخر يُضيق عليه، وفقير طوال حياته، وهو في الوضع نفسه.
أمّا آية سبأ، والعنكبوت؛ تعني: هناك إنسان ما يرزقه الله، ويوسع عليه، ثمّ هذا الإنسان نفسه تتغير حاله، ويصبح فقيراً معدماً بعد أن كان غنياً.
أمّا آية القصص: فهي آية خاصة بقارون الّذي بسط الله له الرّزق، ثمّ خسف به وبداره الأرض فجأة؛ فمات، ولم يضيق له.