{وَمَا أَنْتُمْ بِمُعْجِزِينَ فِى الْأَرْضِ}: الواو عاطفة، ما النّافية أقوى نفياً من ليس وتنفي الحال عادة وقد تنفي الماضي والمستقبل، بمعجزين في الأرض: الباء للتوكيد، معجزين في الأرض: أي بفائتين من العذاب بالهرب أو الاختفاء.
{مِنْ وَلِىٍّ}: من استغراقية، وليّ: معين وقريب تلقون إليهم بالمودة.
{وَلَا نَصِيرٍ}: تكرار (لا) يفيد توكيد النّفي، نصير: ينصركم من دون الله بالقوة أو الإمداد أو العدة أو العتاد، أو ينصركم من عذاب الله بالدّفع أو الشّفاعة.
لا ولي ولا نصير ولا كلاهما معاً. لنقارن هذه الآية (٣١) من سورة الشّورى وهو قوله: {وَمَا أَنْتُمْ بِمُعْجِزِينَ فِى الْأَرْضِ وَمَا لَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ وَلِىٍّ وَلَا نَصِيرٍ}، والآية (٢٢) من سورة العنكبوت وهي قوله: {وَمَا أَنْتُمْ بِمُعْجِزِينَ فِى الْأَرْضِ وَلَا فِى السَّمَاءِ وَمَا لَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ وَلِىٍّ وَلَا نَصِيرٍ}:
في سورة العنكبوت أضاف السّماء؛ لأن التحدي أشد يشمل من في السماء؛ أي: الملائكة. ارجع إلى سورة العنكبوت الآية (٢٢) للمقارنة ومعرفة السّبب.
الفرق هو حين يضيف (من دون الله) تكون الآية في سياق الحياة الدّنيا، وحين لا يضيف (من دون الله) تكون الآية في سياق الآخرة؛ لأنّه في الآخرة ليس هناك سوى الله تعالى حتّى نتّخذه ولياً أو نصيراً.