للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

سورة النحل [١٦: ١٠]

{هُوَ الَّذِى أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً لَكُمْ مِّنْهُ شَرَابٌ وَمِنْهُ شَجَرٌ فِيهِ تُسِيمُونَ}:

{هُوَ الَّذِى أَنْزَلَ}: هو ضمير فصل يفيد التّوكيد، والحصر؛ أيْ: هو وحده الّذي أنزل من السّماء ماءً.

{مِنَ السَّمَاءِ}: أيْ: من السّحاب؛ أي: السّحب الرّكامية. ارجع إلى سورة المؤمنون، آية (١٨)، وسورة النور، آية (٤٣)؛ للبيان.

وقوله: أنزل من السّماء ماءً، ولم يقل: من السّحاب؛ لأنّ تعريف السّماء: هي كلّ ما يعلو الإنسان يسمَّى: سماء، والسّحاب تعلو الإنسان؛ فالسّماء تعني: السّحاب في هذه الآية.

وكما قال تعالى: {أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يُزْجِى سَحَابًا ثُمَّ يُؤَلِّفُ بَيْنَهُ ثُمَّ يَجْعَلُهُ رُكَامًا فَتَرَى الْوَدْقَ يَخْرُجُ مِنْ خِلَالِهِ} [النّور: ٤٣].

{لَكُمْ مِّنْهُ شَرَابٌ}: ارجع إلى سورة ق، آية (٩)؛ للبيان.

{لَكُمْ}: خاصة.

{مِّنْهُ}: من: بعضية.

{شَرَابٌ}: يعني: الماء العذب، وتقديم منه على الشّراب: يفيد الحصر، والاهتمام؛ أيْ: شرابكم أصله الماء؛ أمّا باقي الماء فيبقى مستودَعاً، ومخزَّناً. ارجع إلى سورة المؤمنون، آية (١٨)؛ للبيان.

{وَمِنْهُ شَجَرٌ}: ومن الماء ما يستخدم لسقاية الشّجر، والشّجر منه ما له ساق، ومنه ما ليس له ساق، وهو ما ترعاه الماشية. وقيل: الشجر يطلق على النبات ذي الساق الصلبة ويطلق على مطلق العشب والكلأ، وقال الزجاج: كل ما نبت على الأرض فهو شجر.

{فِيهِ تُسِيمُونَ}: أيْ: ترعون دوابكم، ومواشيكم، والسّوم: الرّعي، وسامت الماشية: إذا رعت حيث شاءت، وتقديم: ومنه شجر؛ أيْ: أصل الشّجر الماء؛ فلولا الماء؛ لما نبت الشّجر.