بعد أن ذكر حال آل فرعون في الدّنيا والبرزخ ويوم القيامة، وحال الّذين كفروا رسلهم، يذكر حال الّذين آمنوا، ومنهم الرّسل فيقول تعالى:
{إِنَّا}: للتعظيم.
{لَنَنْصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِى الْحَيَاةِ الدُّنْيَا}: اللام: للتوكيد، ننصرهم في الحياة الدّنيا بالقوة والعدّة والغلبة على المكذبين والكافرين، أو ننصرهم بالحجة والبرهان أو بأيّ وسيلة بالقوة والسيف أو الحرب, وإذا قارنا هذه الآية مع الآية (٢١) في سورة المجادلة وهي قوله تعالى: {لَأَغْلِبَنَّ أَنَا وَرُسُلِى إِنَّ اللَّهَ قَوِىٌّ عَزِيزٌ}: نجد أن آية غافر تشمل الرسل والذين آمنوا, وآية المجادلة خاصة برسل أمروا بالقتال.
{وَيَوْمَ}: يوم القيامة. (يوم يقوم الأشهاد) والأشهاد: هم الملائكة يشهدون للأنبياء على أنّهم بلّغوا، وعلى الأمم بالتّكذيب.
فالأشهاد: هم الرّسل والأنبياء يشهدون على أممهم وأممهم تشهد عليهم.
والمؤمنون وأولو العلم من الأشهاد.
والأشهاد قد تكون أيضاً: الجلود والألسُن والأرجل والأيدي والأعين.
وقد يكون الكل: الملائكة والأنبياء والرّسل والمؤمنون، والأشهاد: جمع شاهد، وشاهد تجمع على: شهود وأشهاد. ولتعريف الشاهد، والشهيد: ارجع إلى سورة البقرة آية (١٣٣)، وسورة المجادلة آية (٦) للبيان.