{هَذَا}: الهاء: للتنبيه؛ ذا: اسم إشارة يدل على القرب، ويشير إلى عدم صبر موسى عند إقامة الجدار، وتكرار عدم الوفاء بعهده أن يبقى صامتاً حتّى يخبره بما وراء ذلك، وقول موسى سابقاً: إن سألتك عن شيء بعدها فلا تصاحبني مما دفع العبد الصالح أن يقول لموسى:
{هَذَا فِرَاقُ بَيْنِى وَبَيْنِكَ}: حان وقت الفراق، وأن يترك كلٌّ منا الآخر؛ أي: انتهت صحبتنا.
{سَأُنَبِّئُكَ}: أي: سأخبرك الآن بحقيقة هذه الأفعال الّتي لم تستطع عليها صبراً، والسّين: للاستقبال القريب؛ أي: الآن، والنّبأ: يعني: الخبر العظيم.
{بِتَأْوِيلِ مَا لَمْ}: التّأويل: هو نقل ظاهر اللفظ أو الفعل إلى دلالة أخرى، أو معنى آخر، وقيل: هو تفسير، أو الحكمة من وراء ما فعلت، ولم تستطع عليه صبراً، أو أخبرك عن حقيقة الأمر، أو ما جرى من أفعال.
{مَا}: اسم موصول؛ بمعنى: الّذي، أو مصدرية.
{لَمْ}: للنفي.
{تَسْتَطِع عَّلَيْهِ صَبْرًا}: بينما في الآية (٨٢): ما لم تسطع عليه صبراً.
تستطع:(زيادة التّاء)؛ مقارنة بكلمة: تسطع (حذف التّاء).
زيادة التّاء، أو حذف التّاء؛ ليتناسب مع الحدث، أو المقام؛ لأنّ الحذف من الكلمة قد يكون أحياناً دلالة على حدث، أو أمر أقل أهمية، أو معنىً مقارنة بعدم الحذف، أو الزّيادة.
والزّيادة في حروف الكلمة كما هي الحال هنا زيادة التّاء يدل على مقام الشّرح، والتّفصيل، والتّوسع، وحذف التّاء يدل على أنّ المقام مقام مفارقة، وانتهاء الصّحبة، وضيق الوقت.