{جَاهَدَ}: الجهاد لغةً: بذل أقصى الطاقات؛ أي عمل أقصى ما في وسعه من الجهد للقيام بما أمره الله به، والجهاد نوعان: جهاد النّفس: بالصّبر على الطّاعات وتجنّب المنهيات والصّبر على الابتلاءات، وجهاد العدو: إذا اعتدى على الدّيار أو الأموال أو الأعراض، وجهاد الشيطان، والجهاد في الله كقوله تعالى:{وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ}[العنكبوت: ٦٩]؛ أي: جهاد لمعرفة الله تعالى؛ أي: جهاد المقاصد الذي يؤدي إلى الإحسان، جهاد باللسان والقلب والمال، وبذل الطاقة والزمن لنيل رضاه.
{فَإِنَّمَا}: الفاء للتوكيد، إنما: كافة مكفوفة تفيد التّوكيد.
{يُجَاهِدُ لِنَفْسِهِ}: اللام في (لنفسه) لام الاختصاص والاستحقاق؛ أي: يجاهد لفائدة نفسه ومنفعتها؛ أي: إنقاذها.
{إِنَّ اللَّهَ لَغَنِىٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ}: إنّ: للتوكيد، لغني عن العالمين: اللام في (لغني) لزيادة التّوكيد؛ أي: إنّ الله ليس بحاجة لجهاد أيّ إنسان كقوله تعالى: {مَّنْ عَمِلَ صَالِحًا فَلِنَفْسِهِ}[فصلت: ٤٦]، {إِنْ أَحْسَنتُمْ أَحْسَنتُمْ لِأَنفُسِكُمْ}[الإسراء: ٧]، لغني عن عباده وعبادتهم وعن كلّ من في السّموات ومن في الأرض وليس هو فقط غني عنهم بل سبحانه يُغنيهم ويمدّهم من فضله. وانظر إلى هذه الآية التي بدأت بها سورة العنكبوت:{وَمَنْ جَاهَدَ فَإِنَّمَا يُجَاهِدُ لِنَفْسِهِ إِنَّ اللَّهَ لَغَنِىٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ}، وإلى الآية (٦٩) التي انتهت بها سورة العنكبوت وهي قوله تعالى: {وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ}.