{وَأَنذِرْهُمْ}: يا محمّد -صلى الله عليه وسلم- أنذر قومك، والإنذار: هو الإعلام المقرون بالتّحذير، والوعيد.
{يَوْمَ الْحَسْرَةِ}: يوم القيامة، ويوم القيامة له أسماء كثيرة؛ مثل: اليوم الآخر، يوم البعث، يوم الفصل، يوم الدّين، يوم الوعيد، يوم الجمع وغيرها، ووصف بيوم الحسرة لشدة الحسرات في ذلك اليوم، وكأنه يوم مختص بالحسرة ولا شيء آخر فيه سوى الحسرة للظالمين والكافرين والمشركين وحتى المؤمنين والحسرة: هي أشد النّدم، والأسف على شيء مضى، أو فات، ولم يُتدارك، أو على ما فرَّط في دنياه، والكلّ يتحسر، والمؤمنون يتحسرون على عدم الإكثار من أعمال البر، والتّقوى، وأشد النّاس حسرة هم الكافرون.
{إِذْ}: ظرف زماني بمعنى: حين.
{قُضِىَ الْأَمْرُ}: فرغ من الحساب، وحكم الله سبحانه: فريق إلى الجنة، وفريق إلى السّعير.
{وَهُمْ فِى غَفْلَةٍ}: هم: ضمير فصل يفيد التّوكيد، وهم: تعود على الإنس، والجن. والغفلة: تعني: ترك باختيار الغافل وأما النسيان؛ فهو ترك بغير اختيار الإنسان, عدم حضور الشّيء في البال؛ أي: عدم الانتباه، وانمحاء صورة الشّيء في الذّاكرة لتركه إياه وعدم الاهتمام به, وقلة التحفظ أو التيقظ, والغفلة: أعم من النسيان فكل نسيان غفلة, وليس كل غفلة نسيان.
{فِى}: ظرفية زمانية؛ تعني: في الدّنيا.
{غَفْلَةٍ}: عنه، عن الاستعداد ليوم الحسرة، أو يوم القيامة. ارجع إلى سورة البقرة، آية (٧٤)؛ لمزيد من البيان في معنى: الغفلة.
{وَهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ}: تكرار (وهم): يفيد التّوكيد، وفصل الغفلة عن الإيمان، أو كلاهما معاً.
{لَا}: النّافية.
{لَا يُؤْمِنُونَ}: بالله تعالى، وكتبه، ورسله، والملائكة، واليوم الآخر، أو لا يؤمنون بالآخرة، والحساب، والجزاء؛ يؤمنون: بصيغة المضارع؛ تفيد تجدد، وتكرار عدم إيمانهم.