سورة هود [١١: ٦٢]
{قَالُوا يَاصَالِحُ قَدْ كُنْتَ فِينَا مَرْجُوًّا قَبْلَ هَذَا أَتَنْهَانَا أَنْ نَّعْبُدَ مَا يَعْبُدُ آبَاؤُنَا وَإِنَّنَا لَفِى شَكٍّ مِمَّا تَدْعُونَا إِلَيْهِ مُرِيبٍ}:
{قَالُوا يَاصَالِحُ قَدْ}: قد: حرف تحقيق، وتوكيد.
{كُنْتَ فِينَا مَرْجُوًّا}: أيْ: إنساناً نأمل فيه الخير، والأمانة، وسداد الرّأي، ونرجع إليك للاستشارة، ونأخذ برأيك، وقدَّم فينا على (مرجواً)، وكان بالإمكان أن يقول: قد كنت مرجواً فينا، قدَّم؛ لأنّ الكلام يتعلَّق بهم أولاً بأنفسهم فهم قدَّموا أنفسهم للاهتمام.
{قَبْلَ هَذَا}: الإنذار؛ أيْ: ترك عبادة الأصنام.
{أَتَنْهَانَا}: الهمزة: همزة استفهام إنكاري، وتعجب.
{أَنْ}: حرف مصدري؛ يفيد التّوكيد.
{نَّعْبُدَ مَا يَعْبُدُ آبَاؤُنَا}: ولم يقل: أن نعبد ما عبد آباؤنا، ولكنه جاء بصيغة المضارع للاستمرار في عبادتهم. ما: اسم موصول؛ بمعنى الذي، وما: أوسع شمولاً من الذي.
{وَإِنَّنَا لَفِى شَكٍّ مِمَّا تَدْعُونَا إِلَيْهِ مُرِيبٍ}: إننا: إضافة النّون: للتوكيد.
{لَفِى شَكٍّ}: اللام: للتوكيد، والتّعليل، والشّك: هو استواء طرفي الإثبات، والنّفي؛ لفي شك مما تدعونا إليه مريب: وإننا بكلّ توكيد في شك من عبادة الله وحده، وترك عبادة الأوثان، والأصنام الّتي عبدها آباؤنا.
{مِمَّا تَدْعُونَا إِلَيْهِ مُرِيبٍ}: من الرّيبة: وهي الشّك، والاتهام.
لنقارن هذه الآية (٦٢) من سورة هود: {وَإِنَّنَا لَفِى شَكٍّ مِمَّا تَدْعُونَا إِلَيْهِ مُرِيبٍ}.
مع الآية (٩) من سورة إبراهيم: {وَإِنَّا لَفِى شَكٍّ مِمَّا تَدْعُونَنَا إِلَيْهِ}.
إننا: في آية سورة هود فيها توكيد، وتفصيل؛ لأنّ تكذيب قوم صالح أشد من تكذيب الأقوام في سورة إبراهيم. تدعونا: (الّذي يدعوهم هو نبي واحد)، أما تدعوننا: فـ (الأنبياء أو الرّسل الّذين يدعوهم كثرة).