{رَبَّنَا وَاجْعَلْنَا مُسْلِمَيْنِ لَكَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِنَا أُمَّةً مُّسْلِمَةً لَكَ}: إسلام الوجه؛ أي: موحدين، مخلصين لك، واقمنا على دينك، وصراطك المستقيم، عابدين؛ خاضعين، وراضين لأمرك ونهيك، وامتد دعاؤهما؛ ليشمل ذريتهما، {وَمِنْ ذُرِّيَّتِنَا أُمَّةً مُّسْلِمَةً}: من؛ للتبعيض، ولم يقل: واجعل ذريتنا أمة مسلمة لك؛ لكان ذلك يعني الكل؛ اليهود، والنصارى، وأمة الإسلام؛ أي: أمة واحدة على ملَّة واحدة.
{وَمِنْ ذُرِّيَّتِنَا أُمَّةً مُّسْلِمَةً}: تعريف الأمة: جماعة من النّاس، تربطها عقيدة واحدة، أو مبادئ واحدة، هي عقيدة الإسلام، أمة خاصة، وفي تعريف الأمة لا يهم الكم البشري، ولا الحيز الجغرافي.
{وَأَرِنَا مَنَاسِكَنَا}: أي: بيِّن لنا شرائع ديننا، وأعمال حجِّنا.
والمناسك؛ جمع منسك؛ والأصل أنّ المنسك مكان العبادة، أو زمنها، وقد يكون بمعنى الفعل؛ أي: التعبد؛ أي: أرنا كيف نعبدك، وأين نعبدك، وشاع استعمال المناسك في معالم الحج وأعماله، مثل: الوقوف بعرفات، والإفاضة، ورمي الجمار، والطواف، والسعي، والنسك؛ كذلك تطلق على الذبيحة. ارجع إلى سورة الحج آية (٣٤) للبيان.
{وَتُبْ عَلَيْنَا}: أي: تقبل توبتنا، سألاه التوبة، والتوبة قد تكون توبة إنابة؛ أي: تقريباً إلى الله، من دون ذنب أو توبة من ذنب، ولها شروط قبول. ارجع إلى سورة النّساء، الآيتان [١٧-١٨].
{وَتُبْ عَلَيْنَا}: لا تعني: أنّ إبراهيم وإسماعيل عليهما السلام، قد فعلا معصية ما، وأنهما يطلبان التوبة، وقد يكون طلبهما التوبة لذريتهما القادمة.
{إِنَّكَ أَنْتَ}: (للتوكيد).
{التَّوَّابُ الرَّحِيمُ}: ارجع إلى الآية (٣٧) من سورة البقرة.