{فَلَمَّا}: الفاء: عاطفة، وتدل على التعقيب والمباشرة.
{نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ}: ما: اسم موصول؛ بمعنى: الذي ذكروا به؛ أيْ: ما وعظوا، أو تضرعوا.
{فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ كُلِّ شَىْءٍ}: أبواب: ولم يقل: باب ليصور لك كثرة الخيرات والرخاء، والسرور، والرزق، والنعيم؛ حتى يظنوا ظناً باطلاً، ما نزل بهم، وحلّ بهم، ليس انتقاماً، أو أمراً سيئاً، وما يحدث لهم الآن من فتح وخيرات؛ لكونهم يستحقونها، وعندئذٍ يفرحون، وعندما يبلغ فرحهم وسرورهم أقصاه:{أَخَذْنَاهُم بَغْتَةً}: أيْ: أطبقنا عليهم العذاب فجأة.
{حَتَّى إِذَا فَرِحُوا}: حرف لنهاية الغاية؛ إذا: ظرفية زمانية للمستقبل؛ فرحوا: بطروا؛ أي: بلغ فرحهم أقصى درجاته، وهو الفرح المذموم. ارجع إلى سورة آل عمران آية (١٧٠) لبيان معنى الفرح وأنواعه.
{فَإِذَا}: للمفاجأة.
{هُمْ}: ضمير منفصل، يفيد التوكيد على كونهم {مُّبْلِسُونَ}.
{مُّبْلِسُونَ}: مرة أخرى، يائسون من رحمة الله، ومنقطع رجاؤهم، وساكتون، منقطعة حججهم، ليس عندهم ما يقولونه؛ من كلام في اكتئاب، وكسوف، وحزن، وحسرة، وندم، ولكون هذه المرة ليست المرة الأولى التي تمر بهم فهم قد كذبوا ما عاهدوا الله عليه.
وهذه إحدى السنن الكونية في الاستدراج في العذاب. ارجع إلى سورة المؤمنون، آية (٧٧)؛ لمزيد من البيان في معنى مبلسون.